تميز الأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم فى العديد من القوالب الأدبية، فكما تفوق فى المسرح، تفوق أيضا فى الرواية والمقال الصحفى والقصة القصيرة، ومن مجموعته القصصية الشهيرة رائعته "أرنى الله" والمجموعة القصصية "أرنى الله" صدرت فى طبعتها الأولى عام 1953، يتناول فيها توفيق الحكيم بأسلوب فلسفى عميق حياة الانسان الروحية والمادية.
بِسؤالٍ بسيط وجهه طفل برىء إلى أبيه، دارت أحداث "أرنى الله" القصة الأشهر فى هذا الكتاب، سؤال قَلَبَ حياة الأب وجعله يخوض رحلة بحث عميقة وعنيفة كى يرى الله انتهت به إلى نهاية مأساوية.
وتتكون المجموعة من 18 قصة فلسفية يضمها هذا الكتاب منها "أرنى الله، الشهيد، دولة العصافير، الاختراع العجيب، امرأة غلبت الشيطان، أسعد زوجين، وجه الحقيقة" تتجلى براعة توفيق الحكيم فى صياغة حوارية تتدرج من سؤال بسيط إلى أعنف أزمة يمكن أن تواجه الإنسان فى رحلة بحثه عن وجوده، وما وراء هذا الوجود، هنا الدراما فى أصفى تجلياتها وهنا الفن المراوغ على بساطته وسهولة قراءته، أن تقول وكأنك لا تقول وكأنك لا تقول، أن تتلاعب بالحقيقة، تضعها حينا إلى جانب البراءة والفطرة، ثم تنقلها حينا إلى وعى ناضج، ثم تضع القارئ أمام اختيار صعب: إلى أى الرأيين ينحاز؟ وأى الطريقين يسلك؟ كيف يتم نسخ الحوار على هذا النحو؟.
وتوفيق الحكيم، أديب ومفكر، هو أبو المسرح فى مصر والعالم العربى وأحد مؤسسى فن المسرحية والرواية والقصة فى الأدب العربى الحديث، ولد توفيق الحكيم بالاسكندرية سنة 1898م،منحته الحكومة المصرية أكبر وسام وهو "قلادة الجمهورية" تقديرًا لما بذله من جهد من أجل الرقي بالفن والأدب ولغزارة إنتاجه، كما مُنح جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1961، توفي توفيق الحكيم عام 1987 في القاهرة.