نعى أصدقاء القاص الكبير الراحل سعيد الكفراوى من "شلة المحلة"، وهم الناقد الدكتور جابر عصفور، الروائى محمد المنسى قنديل، والروائى جار النبى الحلو، صاحب "مدينة الموت الجميل" والذى غاب عن عالمنا صباح أمس السبت، عن عمر ناهز 81 عاما، بعد رحلة إبداعية طويلة عاش فيها مخلص الفن القصة القصيرة، فاستحق لقب "راهب القصة القصيرة".
وأعرب الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، عن خالص تعازيه للمثقفين المصريين والعرب في رحيل الكاتب والقاص الكبير سعيد الكفراوي، الذي رحل عن عالمنا مساء السبت عن عمر ناهز 81 عاما.
وقال عصفور، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية قصواء الخلالي في برنامج "المساء مع قصواء" المذاع على فضائية "TEN"، إن رحيل سعيد الكفراوي جعله يشعر بفقد أجمل ما في حياته نظرا لما كانت تتميز علاقتهما بالود والمحبة.
وأشار عصفور إلى أنه عرف سعيد الكفراوي منذ عام 1964 ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع تلك العلاقة، لافتا إلى أنه جمعهما من الذكريات ما لا تكفيه العديد من الكتب.
وأوضح أن سعيد الكفراوي كان يعانى خلال الفترة الأخيرة حتى أنه كان يرفض أن يستقبل أحدا، مشيرا إلى أنه بعدما قرر سعيد الكفراوي الدخول في تلك العزلة أدرك أنه يريد أن يرحل في هدوء وأنه يشعر بقرب أجله.
وأكد أن الكفراوي ترك مجموعة من أجمل مجموعات القصص القصيرة في الأدب العربي، وكتب قصصا لا نظير لها، لما كان يملكه من حس ريفي متميز وقدرة على الإبداع.
من جانبه أكد الكاتب والروائي محمد المنسي قنديل أنه بوفاة سعيد الكفراوي خسرت الثقافة العربية واحدا من أفضل كتاب القصة القصيرة، الذين تحدثوا عن الريف المصري، كان يطرح من خلال القرية كل أسئلة الوجود العميقة ويتناول كل تلك التفاصيل بعمق ودقة.
وأضاف المنسي قنديل أن سعيد الكفراوي كان صديقا غير عادى، حيث كانت بداياتهم في مدينة المحلة خلال بداية تكوين شلة المحلة الثقافية التي أثرت الحياة الثقافية المصرية.
وأوضح المنسي قنديل أن سعيد الكفراوي كان يفضل الغير عن نفسه ويجود بماله وجهده ووقته لخدمة الآخرين ومساعدتهم والوقوف بجانبهم، مشيرا إلى أن سعيد الكفراوي تعلم منه الكثير لكونه لم يدخر جهدا عن أحد.
وأشار "قنديل" إلى أنهما اشتركا من فترة قريبة في ندوة في إحدى المكتبات، وخلال الندوة تحدث بكل حماس وحيوية كأنه تعافى من مرضه، لكنها كانت إفاقة ما قبل الوفاة.
فيما أعرب الكاتب والأديب جار النبي الحلو، عن خالص حزنه فى وفاة صديقة الكاتب والقاص الكبير سعيد الكفراوي، أحد أفراد "شلة المحلة الأدبية" التي أثرت الحياة الثقافية المصرية، قائلا: "بوفاته فقدت سندا حقيقيا وصديقا وفيا".
وأضاف جار النبي الحلو أن اليوم انتهت رحلة سعيد الكفراوي في الدنيا لكنه سيظل بإبداعه ونتاجه الأدبي وقصصه القصيرة نقرأ له ونتعلم منه.
وأوضح أن سعيد الكفراوي كان قاصا مبدعا وحكاء متميزا قادرا على أن يكسب حكاياته نوعا من المتعة التي تجعل من يقرأ له يصمم على استكمال القراءة.