نواصل اليوم قراءة مشروع المفكر العراقى "خزعل الماجدى" الذى يحمل عنوان "أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ"، ويقول خزعل الماجدى فى الكتاب:
لم تكن عبارة الشاعر الفرنسى سان جون بيرس الواردة فى عمله الشعرى الكبير (ضيقة هى المراكب) والتى تقول: (لا تاريخ إلا تاريخ الروح) عبارة عابرة أو جملة فى فضاء لغوى متناسل، بل هى من نمط الشطحات الصوفية التى تختزل فى أعماقها برقاً معرفياً صاعقاً.
ويتناول هذا الكتاب عقائد وأديان العصور الحجرية بكافة مراحلها وصولا إلى اليونان والرومان وأديان أمريكا القديمة ثم الديانات الشمولية (اليهودية والمسيحية والإسلام) والأديان البدائية المعاصرة.
يتحدث الكتاب عما توصلت له البحوث الأثرية والدراسات حول أديان الإنسان فى ذلك الماضى السحيق، والكتاب ملىء بعشرات الأدلة الأثرية.
ويعرض الكتاب لظهور الكائنات الحية الأولى على الأرض وصولاً إلى الإنسان بهيئته الحالية، ويذكر المناخات التى عاشها الإنسان الأول وكيف أثرت البيئة المحيطة على معتقداته التى بدأت بسيطة ثم ما لبثت أن تعقدت أكثر فأكثر مع زيادة المكتشفات وتطور المدنية.
ويقول "خزعل الماجدى" أن فكرة الآلهة منذ فجر الإنسانية كانت أولًا تتمحور حول الآلهة الأم -الأنثى- وكانت متمركزة بشكل كبير فى العبادات الأولى، ثم برزت عبادة الذكر، فأصبحت عبادة ثنائية، ذكر وأنثى، ثم طغى الذكر وجاء الأقنوم -الثالوث- الأب والابن والأم ولم تعد الأم مركزية بعد الآن، وبعدها جاء التعدد فى الآلهة، ثم أخيرًا جاء التوحيد الذى اكتنز وأُثرى من هذا التعدد.