مع احتدام الحرب الأهلية الأمريكية، قدم الأمريكيون الأفارقة مساهمات حاسمة لقضية الاتحاد، ولم يجلسوا مكتوفى الأيدى، وسعى الكثيرون منهم لساحة القتال أو للتجسس خلف خطوط العدو، ومنهم من دخل عالم السياسة ومنهم من سعى لإنقاذ الجنود الجرحى، وحارب هؤلاء بشجاعة لإلغاء العبودية والتمييز، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "هيستورى"، ومن هؤلاء كانت "هارييت توبمان".
عرفت "هارييت توبمان" بشجاعتها وبمجرد اندلاع الحرب الأهلية في عام 1861، استخدمت توبمان مهاراتها وقادتحملة استكشافية فى جيش الاتحاد.
وعام 1862، سافرت إلى أحد معسكرات الاتحاد فى ساوث كارولينا لمساعدة الأشخاص المستعبدين، الذين لجأوا إلى قوات الاتحاد للعمل فى المطابخ وكممرضات، وتمكنت "توبمان" بجمع معلومات استخبارية لجيش الاتحاد ونظمت الكشافة لرسم خريطة للأراضى والممرات المائية وتحديد مواقع القوات الكونفدرالية والذخائر.
فى عام 1863، أصبحت المرأة الأولى والوحيدة التى تقود حملة عسكرية خلال الحرب الأهلية، لتحقيق نجاح باهر، وقادت توبمان 150 جنديًا على متن ثلاثة زوارق حربية اتحادية فوق نهر كومباهى بولاية ساوث كارولينا لشن هجوم مفاجئ على مزارع انفصاليين بارزين باستخدام المعلومات الاستخبارية التي جمعتها من العبيد لتجاوز طوربيدات الكونفدرالية الخفية.
ووجهت بعثة "توبمان" ضربة عسكرية كبيرة إلى الاتحاد، وانضم حوالى 100 من الرجال السود الذين تم إنقاذهم فى ذلك اليوم إلى جيش الاتحاد.
وذهبت توبمان فى رحلات استكشافية أخرى وواصلت جمع المعلومات الاستخبارية، وكانت قادرة على الحصول على ذكاء أكثر من أى شخص آخر من الأشخاص المحررين حديثا.