تعد المجموعة القصصية "النداهة" إحدى روائع الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس، والتى صدرت عام 1969، فى شكل مجموعة قصصية تضم إلى جانب "النداهة" قصص "معجزة العصر، والنقطة، والعملية الكبرى ومسحوق الهمس، وما خفى أعظم، ودستور يا سيدة، والمرتبة المقعرة"، ويتناول الكاتب فى هذه المجموعة القصصية فكرة تسلط الأفكار على عقل الإنسان وما يمكن أن تنتهى إليه إذا ما انساق وراءها عارضًا لنموذج الجنس كإحدى الهواجس الرئيسية التى يمكن أن تسيطر على عقل الإنسان.
حاول المؤلف من خلال هذه المجموعة القصصية ابراز تداعيات الصدام بين براءة الريف والمدينة المليئة بالصدامات، والصراع مشبهاً مجتمع المدينة المتحضر "بالنداهة" التى تجذب إليها البشر، لكنهم لا يستطيعون الهروب منها، ويستسلمون لها فى النهاية.. المجموعة القصصية لم تهاجم المدينة بل إنها تبرز الفوارق الضخمة التى كانت بين الحضر، والريف فى ذلك الوقت أواخر ستينيات القرن الماضى.
وقد حاول الكاتب من خلال تلك المجموعة أن يستعرض عددًا من سلبيات مجتمع الستينيات ومنها التصادم الفكرى والحضاري، وهى تشتمل إلى جانب قصة النداهة على قصص (العملية الكبرى، ما خفى كان أعظم، دستور يا سيدة، المرتبة المقعرة، قصة النقطة)، والكاتب دقيق الملاحظة، يملك موهبة ابتكار الأشخاص واختلاق الأحداث التى تبدو فيها سماتهم الخلقية والنفسية وتتكشف طبيعة الإنسان على نحو يشهد له بالبراعة ويضعه بين أكبر قصاصى القصة القصيرة فى العالم.
ويوسف إدريس، (19 مايو 1927 - 1 أغسطس 1991)، كاتب قصصي، مسرحي، وروائى مصرى ولد سنة 1927 فى البيروم التابعة لمركز فاقوس، مصر وتوفى فى 1 أغسطس عام 1991 عن عمر يناهز 64 عام، وقد حاز على بكالوريوس الطب عام 1947 وفى 1951 تخصص فى الطب النفسى.
ويعد واحد من أَهم الكتاب والروائيين الذين أنجبتهم مصر والعالم العربى، وأكثر الروائيِين اقترابا من القرية المصرية؛ لذا لقب ﺑ"تشيخوف العرب"، نسبة إلى الأَديب الروسى الكبير "أنطون تشيخوف".