هل يجوز زواج المسلمة بغير المسلم؟ هذا السؤال المؤرق لن تجد إجابه سهلة عنه، بل ستخضع كل إجابة لـ عقلية المجيب وبيئته وثقافته وفهمه للنص القرآنى والسنة النبوية، لذا سوف نعرض رأيين في هذا الشأن.
الأول: لا يجوز زواج المسلمة من غير المسلم
يقول كتاب "مقومات عقد الزواج فى الفقه والقانون" لـ جميل فخرى، تحت عنوان "ما حكم زواج المسلمة بغير المسلم":
اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز لمسلمة أن تتزوج غير مسلم سواء أكان مشركا أم كتابيا، فلو تزوجت مسلمة بغير مسلم، كان الزواج باطلا ولا يترتب عليه أثر من آثار الزواج، واستدلوا على ذلك بما يلى:
أولا: قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن".
وجه الدلالة: تدل الآية الكريمة صراحة على تحريم المسلمات على هؤلاء الكفار لكفرهم ولفظ الكفر عام يشمل من ليس بمسلم فيتناول بعمومه أهل الكتاب وغيرهم، وإذا كانت الآية نزلت فى شأن الأزواج المشركين، إلا أن اللفظ عام، والقاعدة الفقهية فى علم الأصول تقول: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ثانيا: الآثار المروية عن السلف الصالح أنهم كانوا يفرقون بين النصرانى وزوجته إذا أسلمت ومن ذلك أن رجلا من بنى تغلب أسلمت زوجته وأبى هو أن يسلم ففرق عمر بن الخطاب بينهما.
وروى ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: إذا أسلمت النصرانية قبل زوجا فهى أملك لنفسها.
الرأي الثانى: جواز زواج المسلمة بـ المسيحى واليهودى
بينما يقول كتاب "تصحيحا للفقه القديم" لـ مصطفى راشد، تحت عنوان "زواج المسلمة من مسيحى أو يهودى مباح شرعا":
زواج الرجل غير المسلم بالمرأة المسلمة، قد حرمته الشريعة الغراء، واستثنت من ذلك أهل الكتاب المسيحيين واليهود، حيث لا يوجد أى دليل شرعى يمنع زواج المسلمة من اليهودى والمسيحى.
فلا يوجد أى نص قرآنى يمنع زواج المسلمة من المسيحى أو اليهودى، أو حديث صحيح يمنع هذا الزواج ومن يحتج بالآية الوحيدة 221 من سورة البقرة فى قوله تعالى "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم" نقول لهم أنتم تفسرون على هواكم الذكورى الذى يعلى ذكوريتكم على شرع الله لأن الآية تتكلم عن المشركين أى الكفار، ومن هو ملم بالقرآن والسنة يعلم تماما بوضوح لا لبس فيه، أن الآيات والأحاديث فرقت فى مرات كثيرة بين المشركين وأهل الكتاب أيضا، إذا نظرنا فى كتاب الله وخطاب رسوله إلى من هو المشرك فى حكم آياته وصحيح أحاديثه نجد أن المشرك الذى لا يؤمن بالله ولا بأى كتاب أنزله الله، يعنى المسيحى واليهودى ليسوا مشركين.