تمر اليوم الذكرى الـ110 على رحيل الأديب الروسى العالمى الشهير ليو تولستوى، إذ رحل فى 20 نوفمبر من عام 1910، عن عمر يناهز 82 عاما، يعد صاحب "الحرب والسلام" أحد عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعى وداعية سلام ومفكر أخلاقى وعضو مؤثر فى أسرة تولستوي، يعد من أعمدة الأدب الروسى فى القرن التاسع عشر والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق.
كما اهتم وتأثر أيضا الكاتب الروسى بالأدب العربى فعرف الحكايات العربية منذ طفولته، وعرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحرى"، وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "على بابا والأربعون حرامى"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان".
ووفقا لكتاب "أشهر روايات الأدب العالمى" ذكر تولستوى أن حكايتى "على بابا" و"قمر الزمان"، يعتبران ضمن قائمة الحكايات، التى تركت فى نفسه أثرًا كبيرًا قبل أن يصبح عمره أربعة عشر عاما، كما أضاف فى حديث له أنه أمضى إحدى الليالى فى غرفة جدته، وأصغى إلى حكايات المحدث الأعمى "ليف ستيبا نفتش"، الذى كان يعرف حكاياتٍ عربية كثيرة ومنها حكاية "قمر الزمان بن الملك شهرمان".
وتعود علاقة تولستوى الأولى بالأدب الشعبى العربى إلى عام 1882، حين نشر فى ملحق مجلته التربوية "يا سنايا بوليانا"، بعض الحكايات العربية الشعبية، منها حكاية "على بابا والأربعين حرامي".
أما فيما يخص تأثير الأدب الروسى فى الأدب العربى فيرى الكاتب والناقد الأردنى فخرى صالح فى مقال سابق له نشر بعنوان "أى أثر لتولستوى فى الثقافة العربية؟" إن أثر تولستوى الأكثر حضورا فى الثقافة العربية يتمثل فى أفكاره الداعية إلى الأخوة الإنسانية والمقاومة السلمية، التى تركت بصماتها على المهاتما غاندي. ولا بد أن كتابه "مملكة الله التى بداخلك"، والذى نشره عام 1894، قد ترك أثرا واضحا على عدد من الأدباء والشعراء العرب الذين بدأوا مشوارهم فى العقود الأولى من القرن العشرين، ويشير المستعرب الروسى كراتشكوفسكى إلى تأثير تولستوى فى كتابات ميخائيل نعيمة وأفكاره، فقد كان نعيمة درس فى مدرسة روسية فى فلسطين، ويمكن لقراءة مدققة لمسرحية الآباء والبنون"، وقصص "كان يا ما كان"، وكتابى نعيمة "دروب" و"مرداد" أن تلحظ الأثر العميق الذى تركته أفكار تولستوى على رؤية نعيمة وأفكاره.