تمر اليوم الذكرى الـ205 على توقيع معاهدة باريس بعد هزيمة نابليون بونابرت فى معركة واترلو، والمعاهدة التى حطمت أحلام نابليون التوسعية، وأوقفت أطماعه فى بناء إمبراطوريته المترامية الأطراف، حيث وقعت الاتفاقية فى 20 نوفمبر عام 1814.
وتعددت الأسباب التى أدت إلى فشل نابليون فى بناء إمبراطوريته الكبرى فى أوروبا، لعل أبرزها وأهمها على الإطلاق هى فشله فى احتلال روسيا، ففى 12 يونيو عام 1812، حيث اتجه "بونابرت" برفقة مئات الآلاف من جنوده لغزو الأراضى الروسية، وعلى الرغم من الخسائر البشرية الهائلة التى منى بها الروس، إلا أن جيوش نابليون لم تتمكن من احتلاها، لأكثر من عامل.
نشرت شبكة تاريخ الحروب أو «Warfare History Network» مقالًا على موقع «ناشيونال إنترست» يوضح السبب الذى فشل بسببه نابليون بونابرت فى إخضاع الروس وتأسيس إمبراطوريته من الشرق إلى الغرب، مع أن الإمبراطورية الفرنسية والإمبراطورية الروسية كانتا حليفتين شكليًا عقب توقيعهما على معاهدة الدعم المشترك التى تم إبرامها فى تيليست عام 1807م، إلا أن تضارب المصالح أدى إلى صناعة فجوة بينهما فى السنوات اللاحقة.
كان من بين أبرز القضايا التى شقت التوافق بين الإمبراطور الفرنسى نابليون بونابرت والقيصر الروسى ألكساندر الأول رفض روسيا للنظام القارى، وهو حصار اقتصادى يهدف لمنع البضائع البريطانية من دخول قارة أوروبا، وخلافهما حول ما إذا كان لفرنسا أم لروسيا الأحقية فى السيادة فيما يتعلق بشؤون بولندا.
أثناء الحملة، سجلت الأمراض ظهورها فى صفوف قوات نابليون فعانى البعض منذ البداية من أمراض ارتبطت بالجهاز الهضمى كالزحار، وبعد أيام من عبورها لنهر نيمان (Neman)، برز بين الجنود الفرنسيين مرض غريب عرف بالتيفوس تميز بارتفاع درجة حرارة الجسم وظهور بقع حمراء على الجسد، وعقب إصابته به، يفارق الجندى الحياة بشكل سريع قدر ببضعة أيام فقط.
وقد لعبت بعض الحشرات كالبراغيث والقمل الدور الأهم فى نقل التيفوس، فأثناء تقدمهم، مكث الجنود الفرنسيون أياما طويلة دون تغيير ثيابهم، ومع تراكم الأوساخ على أجسامهم، انتقلت هذه الحشرات إليهم حاملة معها البكتيريا المسببة للتيفوس.
بعد مضى شهر على بداية زحفه نحو موسكو، خسر نابليون بونابرت 80 ألفا من جنوده بسبب التيفوس، ومع ارتفاع عدد الضحايا وفرار البعض من الجيش، فكر الإمبراطور الفرنسى لوهلة فى إنهاء الحرب قبل أن يتراجع عن ذلك ويواصل طريقه نحو موسكو.