عرف الإنسان منذ القرون القديمة، القراصنة، عندما هاجم مجموعة من لصوص البحر الحضارات الواقعة على بحر أيجة والبحر الأبيض المتوسط، القنوات الضيقة التى يجرى فيها شحن السفن خلقت فرصاً سهلة للقراصنة، فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ومنذ هذا التاريخ وعرفت جرائم القراصنة.
وعلى مدار التاريخ الإنسانى اشتهرت قصص جرائم قراصنة البحار، حتى أنه بعض مغامراتهم وأساطيرهم ألهمت صناع السينما العالمية "هوليوود"، واهتموا بتقديم بقصصهم فى عدد من أفلامهم الشهيرة، و من أبرزها سلسلة قراصنة الكاريبى.. وفى التقرير التالى نوضح أشهر وأبرز القراصنة على مر العصور:
جاك سبارو
وفقا لموقع إنسايد هوليوود، فإن الاسم الحقيقى لجاك سبارو، التى جسدها الممثل جونى ديب فى الفيلم الشهير "قراصنة الكاريبى"، هو جاك وارد، وكان يعرف باسم جاك بيردى، ولد فى المملكة المتحدة، هرب إلى تونس فى أواخر القرن السادس عشر، واعتنق الإسلام هو وكل طاقم سفينته. ولحبه للطيور اطلق عليه اسم جاك عصفور، وهو ما كان سببا فى اسم جاك سبارو، حيث ان كلمة عصفور تعنى بالانجليزية سبارو.
وبعدما اعتنق جاك سبارو الإسلام توقف عن شرب الخمر، بالرغم من أنه كان معروفا عنه أنه سكير كبير، وأصبح اسمه يوسف ريس وتزوج من فتاة أشهرت إسلامها بعد هروبها من الكنيسة تدعى ياسمينا الصقلية، ولعب جاك سبارو دور حيويا فى آلاف من المسلمين واليهود الفارين من اسبانيا بعد سقوط دولة الاندلس، وقيام محاكم التفتيش وتعرضهم للحرق والتنكيل و الاضطهاد من اجل ترك ديانتهم، والدخول فى المسيحية.
اللحية السوداء
الكابتن ادوارد تيتش، ولد سنة 1680، وأعدم عام 1718، كان قرصانا مشهوراً فى الهند الغربى وفى السواحل الأمريكية والأوروبية، ولم يعرف الكثير عن بداية حياته لكنه ولد فى بريستول بإنجلترا. وقيل إنه تم قتل عائلته واختطافه وهو صغير من قبل قراصنة، وحدث هذا خلال (حرب الملكة آن) وتم إطلاق سراحه بعد فترة فى "البهاما".
فى عام 1716 تم تجنيده من قبل كابتن بنيامين هورنى كولد وجعله قائداً على إحدى السفن تحت إشراف بنيامين؛ وبهذا بدأ فى أعمال القرصنة وانضم لهم لاحقاً قرصان يدعى ستيد بونى وأصبحوا أكثر قوة. لكن بعد فترة تقاعد بنيامين هورنى كولد من القرصنة فى عام 1716 آخذا سفينتين معه.
استولى تيتش على سفينة ضخمة تعود لتجار فرنسيين وحولها إلى سفينة حربية سماها (الثأر الملكة آن)، وزودها بـ40 مدفعا، أصبح أخطر قرصان فى ذلك الوقت ومن هنا أطلق لحيته ملقباً نفسه باللحية السوداء، وارتدى قبعة كبيرة عريضة، وكان منظره مرعباً.
القرصان بولسجريف ويليامز
ولد فى ولاية رود آيلاند الأمريكية فى عام 1678، عندما التقى بالقرصان "سامويل بلامي" قرر ترك عائلته وزوجته، حيث كان سامويل بحاراً فقيراً يبحث عن كنز اسبانى غارق، وقررا البحث عنه سوياً.
بعد فشلهم بالعثور على الكنز قررا معاً أن يتحولوا لقراصنة، وعمل كـ قرصان لمدة عشر سنوات قام خلالها بسرقة وحرق العديد من السفن، وبعدها ترك القرصنة ليكون عائلة جديدة ويعيش بقية حياته كأى انسان عادي.
السيدة الحرة
السيدة الحرة (شفشاون، 1485م) أميرة الجهاد البحرى شمال المغرب الأقصى وزوجة أمير تطوان على المنظرى والسلطان أبو العباس الوطاسى بفاس وحاكمة تطوان وشفشاون خلال الفترة ما بين 1515-1542، وهى ابنة الأمير مولاى على بن موسى بن رشيد العلمى وأخت الصدر الأعظم إبراهيم بن راشد. سميت بهذا الاسم تيمنا بعائشة الحرة والدة أبو عبدالله الأحمر آخر ملوك غرناطة الذى كان صديقا لمؤسس شفشاون، والدها هو مؤسس المدينة، وأمها إسبانية من منطقة قادش. اعتنقت الإسلام. وتعتبر أحد أهم نساء المغرب الكبير فى القرن السادس عشر.
لم تستطع السيدة الحرة أن تنسى أو تعفر إهانة الهروب من الغرناطة. بالرغم من أن أسرتها دفعت المغرب من "العدو المسيحي" على العرض، أرادت أن تدفع المغرب منهم على البحر أيضاً. تعاونت مع أحد من الأشهر قراصنة على البحر الأبيض المتوسط خير الدين بربروس. شاركن الأثنان بكراهية الأوروبيين. سيطرت السيدة الحرة على الجزء الغربى وسيطر بربروس على الشرق وهن اختطفن المسيحيين. يعتبرون الأوروبيين السيدة الحرة كملكة قوية فى البحر الأبيض المتوسط. قدمت القرصنة دخل سريع، "كنز وفدية للأسرى" وأبقيت على حلمها للرجوع إلى الأندلس.
القرصان بارثولوميو روبرتس
ولد فى جنوب ويلز فى عام 1682م ،عُرفَ هذا القرصان باسم بارت بلاك، وهو واحد من القراصنة الأكثر نجاحاً على مر التاريخ، بدأت قصته فى القرصنة عندما كان خادماً على متن إحدى السفن التى فيما بعد تمت سرقتها من قبل مجموعة من القراصنة، وبعد مقتل قائد السفينة فى كمين نُصب لهم تم انتخابه ليصبح قائد السفينة بسبب قوة قلبة وفرض شخصيته.
وبدأ بممارسة أعماله الوحشية، حيث سرق أكثر من 400 سفينة، وقتم بحرق السفن التى كانت مأسورة، واستعبد مئات الناس واحداً من أخطر وأشرس القراصنة على مر التاريخ.