تمر اليوم الذكرى الـ99 على رحيل عبد البهاء عباس، مؤسس البهائية، والابن الأكبر لبهاء الله، أول من دعى للبهائية، إذ عين فى وصيته ابنه عباس أفندى (1844 – 1921) لكى يليه فى تدبير أمور "البهائية" وليكون مركزا لعهده وميثاقه والمفسر الوحيد لتعاليمه وكتاباته وأحكامه، وأوصى اتباعه ان يسألوه فيما استصعب عليهم من الأمور، واتخذ عباس أفندى لنفسه لقب عبد البهاء وصار يعرف به بعد وفاة والده.
أمضى عبد البهاء باقى سنوات عمره فى السفر والكتابة والمراسلة وفى توضيح وترويج تعاليم بهاء الله وكان من ضمن سفراته زيارة العديد من دول الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية قبيل الحرب العالمية الأولى، كما زار مصر.
وفى سبتمبر 1910 قام عبد البهاء بزيارة مدينة بورسعيد، وأقام فيها شهراً عزم بعده على الإبحار من بورسعيد إلى أوروبا، إلا أن صحته توعكت واضطر لتأجيل رحلته فتوقف فى الإسكندرية، وأقام فيها عاماً كاملاً للاستشفاء زار خلاله القاهرة وضاحية الزيتون وعدة ضواحى أخرى.
وقد صدرت جريدة الأهرام فى ذلك الوقت، يوم 19 سبتمبر 1910، لتعلن خبرًا كان مبهمًا للمصريين آنذاك، وجاء فيه: "وصل عباس أفندى "عبد البهاء" زعيم البابية إلى بورسعيد منذ بضعة أيام تاركًا مقره فى مدينة عكا".
كتب الشيخ على يوسف صاحب جريدة المؤيد الواسعة الانتشار بعد مقابلته لعباس أفندى ورجوعه إلى القاهرة بوقت وجيز مقالاً نُشر فى "المؤيد" فى يوم الأحد، 16 أكتوبر 1910 وعنوانه "الميرزا عباس أفندى"، قال فيها "وصل إلى الإسكندرية، ميرزا عباس أفندى كبير البهائية فى عكا بل مرجعها فى العالم أجمع، وهو شيخ عالم وقور متضلع فى العلوم الشرعية ومحيط بتاريخ الإسلام وتقلباته ومذاهبه، وأتباعه يحترمونه إلى حد العبادة والتقديس، وكل من جلس إليه يرى رجلاً عظيم الاطلاع حلو الحديث، جذابًا للنفوس والأرواح، يميل بكليته إلى مذهب "وحدة الإنسان"، وهو مذهب فى السياسة يقابل مذهب "وحدة الوجود" فى الاعتقاد الدينى، تدور تعاليمه وإرشاداته حول محور إزالة فروق التعصب للدين أو للجنس أو للوطن أو لمرفق من مرافق الحياة الدنيوية".
وعاد إلى مصر مرة أخرى فى ديسمبر 1911 وقضى فصل الشتاء فى الإسكندرية ثم غادرها إلى نيويورك فى مارس 1912، وبعد جولته فى أوروبا وصل إلى بورسعيد مرة أخرى فى يونيو 1913؛ حيث انتقل بعدها إلى الإسكندرية وبقى فى ضاحية الرملة حتى الثانى من ديسمبر 1913.