لا ينكر أحد أن اللبنانى سعيد عقل (4 يوليو 1912م – 28 نوفمبر 2014م) شاعر كبير ولكنه، فى الوقت نفسه، سقط فى أخطاء كبيرة أيضا، هذه الأخطاء لا يمكن تجاوزها بسهوله، منها ما يتعلق بـ اللغة والمرأة والوطن أيضا.
سعيد عقل .. شاعر كبير
برع سعيد عقل، فى عدة مجالات، حيث ألف العديد من النصوص المسرحية، إلى جانب كتابته أغانى نالت شهرة واسعة فى العالم العربى، منها ما تغنت به السيدة فيروز.
كانت لـ سعيد عقل ميول سياسية، وحلم بأن يتولى رئاسة لبنان، وبالفعل ترشح للمنصب، لكنه فشل فى الوصول، إلى جانب خوضه الانتخابات البلدية عما 1963م ولكنه خسر أيضا.
كتب سعيد عقل للفنانة الكبيرة فيروز العديد من القصائد الفصحى والعامية، وهو من أطلق على فيروز لقب سفيرة لبنان إلى النجوم، ومن أشهر هذه القصائد مشوار والقدس وغنيت مكة وسائلينى يا شآم.
ضد اللغة العربية .. بحثا عن اللبنانية
دعم سعيد عقل التكلم باللهجة اللبنانية المحلية، معتبرًا أن الأبجدية اللبنانية مكونة من 36 حرفًا.
وفى الخمسينيات من القرن العشرين ألقى سعيد عقل سلسلة طويلة من المحاضرات والأحاديث دفاعاً عن نظريته الداعية إلى استبدال اللغة الفصحى باللهجة اللبنانية التى أصرّ على تسميتها بـ"اللغة اللبنانية"، والحرف العربى بالحرف اللاتينى.
وفى سنة 1967 أسّس سعيد عقل دارا جديدة للنشر باللغة اللبنانية والحرف اللاتينى أطلق عليها اسم "دار أجمل الكتب".
وسعى من خلال هذه الدار إلى مواصلة ما دعاه بـ"ثورة اللغة وثورة الحرف".
وسعى سعيد عقل لتطبيق هذه النظرية، فنشر ديوانه "يارا" معتمداً "الحرف اللبنانى الجديد" المشتق من الحرف اللاتينى وأثار موجة من السجالات والمناظرات، غير أن العاصفة هدأت بسرعة، وعاد سعيد عقل للكتابة باللغة الفصحى وبالحرف العربى، لكنه لم يعترف بالهزيمة.
وبعد سنوات، سافر إلى بريطانيا، وقصد مؤسسة "لينوتيب"، وعاد منها حاملاً بطاقة تعريفية طُبعت عليها حروف الأبجدية اللبنانية المبنية على الحروف اللاتينية، وأطلق دعوته إلى اعتمادها.
ضد فلسطين.. مرحبا بـ إسرائيل
كان سعيد عقل من المؤيدين للهجوم الإسرائيلى على لبنان عام 1982 بهدف القضاء على الوجود الفلسطينى المسلح فى لبنان.
وناشد سعيد عقل اللبنانيين أن ينضموا لصفوف الجيش الإسرائيلى لكى يساعدوهم على طرد الفلسطينيين من الأرض اللبنانية، ووصف الجيش الإسرائيلى بـ"المُخلِّص" أو "جيش الخلاص".
انتحار الزوجة.. مأساة
قصة الزواج الأولى والوحيدة فى حياة "عقل" لم تدم طويلاً، ففى 2 أبريل عام 1982، عقد الشاعر سعيد عقل، قرانه على الشاعرة آمال جنبلاط، والتى كان يكبرها بأكثر من ثلاثين عامًا.
ووصفت الصحافة هذا الحدث بـ"زواج الحب والوحدة الوطنية"، لكن بعد مرور خمسين يومًا فقط، وبالتحديد فى 23 مايو، أطلقت العروس فى صدرها رصاصة.
وقالت بعض الصحف نقلاً عن مصادر قضائية مسئولة "إن الظواهر والدلائل كلها تشير الى أن الفقيدة قد اختارت طريق الانتحار لوضع حد لحياتها".