الملك لويس التاسع، ملك فرنسا، جاء إلى مصر يقود حملة صليبية عرفت بالتاريخ "الحملة الصليبية السابعة" وقد ولد لويس التاسع فى يوم عيد القديس مرقس الإنجيلى، وكان والده ملك فرنسا لويس الثامن، وأمه الملكة بلانش، وهى إسبانية الأصل.
وقد توفى ملك فرنسا لويس الثامن فجأة بعد حكم دام ثلاث سنوات (1223- 1226) فتوج ابنه الصغير لويس التاسع ملكاً على فرنسا تحت وصاية والدته، وكان عمره آنذاك اثنى عشر عاماً، وقد استغل كبار الإقطاعيين صغر سن الملك، ووصاية أمه، وتآمروا عليه بالاشتراك مع ملك إنجلترا هنرى الثالث، لكن تلك المؤامرات أخفقت بفضل حزم الملكة ومساندة البابوية للسلطة الملكية فى فرنسا، وهكذا استمرت الأوضاع حتى انتهت فترة الوصاية سنة 1235م.
وقام الملك لويس التاسع بقيادة الحملة الصليبية المشهورة، المعروفة بالحملة السابعة التى جاءت رداً على استرداد المسلمين بيت المقدس سنة 642هـ/1244م، وبعد ثلاث سنوات من الاستعداد للحملة، أبحر الملك الفرنسى إلى الشرق سنة 1248م، قاصداً مصر وذلك بعد أن اقتنع الصليبيون بأن مصر هى المفتاح المؤدى إلى بيت المقدس.
وقد اصطحب معه زوجته وأخويه، فضلاً عن عدد آخر من كبار الأمراء الفرنسيين وصغارهم، وكانت نتيجة تلك الحملة هزيمة الجيش الصليبى، ووقوع لويس التاسع أسيراً فى أيدى المسلمين فى معركة المنصورة، ولم يطلق سراحه إلا بعد دفع فدية ضخمة.