كل من قرأ تاريخ مصر يعرف لويس التاسع، بصفته ملك فرنسا الذى قاد حملة صليبية جاءت إلى مصر عام1247- 1250 ميلادية فى نهاية حكم الأيوبيين، واستطاع بجيشه أن يحتل دمياط، لكنه فشل فى احتلال المنصورة، وهزم شر هزيمة وانتهى به الأمر فى الأسر.
ولكن سيرة الملك لويس التاسع فى أوروبا بها فصول أخرى لا يعرفها الكثيرون فالكنيسة الكاثوليكية، مثلا، تعرفه بصفته "قديسا".
والعلاقة بين الكنيسة ولويس التاسع بدأت مبكرة جدا، فبعد موت الملك لويس الثامن، تولى "لويس" الابن الملك، وقد كان فى الثانية عشرة من عمره، وتآمر عليه ملك إنجلترا هنرى الثالث، لكن والدة لويس استعانت بالفاتيكان، والذى لم يخذل الملك الصغير، الذى ظل محتفظا بالجميل للكنيسة.
ومن جانب آخر كانت نشأة لويس دينية بفضل والدته التى حرصت على ذلك، ودائما ما يتحدث عنه المؤرخون بأنه كان "زاهدا" مغرما بالتبشير وبنشر المسيحية فى العالم.
ومما يذكر أن لويس التاسع نظم حملة صليبية ثامنة لكنها توجهت هذه المرة إلى تونس، على أساس أن يتحرك منها ناحية مصر، لكنه مرض هناك ومات فى عام 1270 ميلادية.
ولأن حياة لويس التاسع كانت مشهورة بالورع والتقشف، حوله بابا الكاثوليك بونيفيس الثامن، لقديس فى سنة 1297، وعرف باسم سانت لويس (القديس لويس).