نقرأ معا كتاب "إنسان ما قبل التاريخ" تأليف سام وبريل إيشتين، ترجمة أحمد محمد عيسى، مراجعة الدكتور كامل منصور، وعلى الرغم من كون الكتاب صدر فى السبعينيات من القرن الماضى، لكنه لا يزال قادرا على إثارة الأسئلة ويستحق القراءة.
يقول الكتاب تحت عنوان "ماذا نعنى بكلمة إنسان الكهوف" عاش الناس فى الكهوف لسبب ما، منذ زمن بعيد، ولا يزال الكثيرون يعيشون هكذا فى زمننا هذا.
ففى إيطاليا، حيث تحولت المن بفعل القنابل إلى حطام إبان الحرب العالمية الثانية، اضطر آلاف الناس أن يلجأوا إلى الكهوف بسبب تخريب منازلهم، وفى بعض قرى فرنسا اختارت أسر كثيرة العيش فى الكهوف. وقد تبلغ مساكنهم هذه من حيث الأناقة والراحة، مبلغ بيوت جيرانهم المبنية بالحجر، ثم هى فى الوقت ذاته أيسر بناء، لأن صاحب البيت الكهف الفرنسى لا يحتاج إلى إقامة أربعة دران وسقف لكى يحصل على منزل، وإنما يقيم جدارا واحدا فى واجهة الكهف تشتمل على الباب والنوافذ، ويتم بذلك بناء المنزل.
ويستخدم كثير من الفلاحين الفرنسيين الكهوف ذات الواجهات المبنية كمخازن للمحصولات.
ولكن جرت العادة أنه إذا تحدث الناس عن سكان الكهوف أن ينصرف قصدهم إلى إنسان الكهوف القديم- أى فيما قبل التاريخ- وهو الإنسان الذى كان يعيش على صيد الماموث وغيره من وحوش ما قبل التاريخ.
وكانت الأسلحة والأدوات التى لدى هؤلاء الناس هى تلك التى استطاعوا صناعتها لأنفسهم من العظم والخشب والحجر. أما ملابسهم لو وجد ثمة ملابس - فكانت مجرد أكسية خشنة، مأخوذة من جلود الحيوانات.
وعندما يكون الجو دافئا فإنهم يقيمون فى العراء، لكنه إذا أمطر أو زادت برودته فإنهم يبحثون عن ملجأ فى الكهوف.
وبالطبع فإن ناس ما قبل التاريخ لم يعيشوا كلم فى الكهوف، إذ أن بعضهم كان يعيش فى العراء حيث لا كهوف.