نشاهد، اليوم، منبر مسجد قرطبة الجامع، والذى يعد تحفة فنية نادرة وواحدة من أرقى الأعمال الفنية من الخشب.
وعن تاريخ المنبر فقد تمت صناعته في سنة 1139 م فى قرطبة بأمر من الأمير على بن يوسف بن تاشفین، وهو مزين بأكثر من 1000 منحوتة معقدة بالزخارف وبالآيات قرآنية المكتوبة بالخط الكوفى.
أما المسجد نفسه فقد تواصل بناؤه على مدى قرنين من الزمان، وقد بدأ البناء عام 784 على يد أمير قرطبة عبد الرحمن الداخل، وأضاف له عبد الرحمن الناصر مئذنة جديدة، وقام الحكم الثانى فى عام 961 بتوسيع رقعة المسجد وزين المحراب، وآخر الإضافات قام بها المنصور بن أبى عامر عام 987، كان مسجد قرطبة أجمل المساجد البالغ عددها ألفا فى مدينة قرطبة، وكان ثانى أكبر مسجد بالعالم وقت وجوده كمسجد.
ويتألف مسجد قرطبة من الحرم والصحن والمئذنة ويبلغ بعداه 180×135 مترًا أى تبلغ مساحته 24300 متر مربع، ويُدخل إلى الصحن المكشوف الواقع إلى جهة الشمال من أحد أبواب المسجد التسعة عشر وكلها من البرونز ويطلق على الصحن باحة البرتقال أو فناء النارنج.
يبدو بناء المسجد كقلعة ذات أسوار وأبراج، بلغ ارتفاع المئذنة 23.5مترًا، وقد تهدمت وكانت تعدُّ من عجائب الدنيا. وجدران الجامع سميكة مشيدة من الحجارة.
أما الحرم فيحتوى على صفوف من الأعمدة قدّر ما كان من عددها إبان الحكم العربى بين 1013 و1290 عمودًا لم يبق منها إلى اليوم سوى 856 عمودًا، وهى من المرمر والرخام وحجر اليَشَب والحجر السماقي، تزينها تيجان أعيد استعمالها من أبنية قديمة، ويحتوى الحرم أيضًا على مقصورة رصفت أرضها بالفضة والقاشانى وتعلوها ثلاث قباب مزخرفة، ويعلو محراب المسجد سبع نوافذ تعبيرًا عن السموات السبع.