ربما تكون رواية "البشمورى" هى أيقونة أعمال الأديبة الكبيرة سلوى بكر، ورائعتها الخالدة، إلا أن هناك أعمالا أخرى لا تقل إبداعا عن الرواية سالفة الذكر، للأديبة كبيرة عدة أعمال متنوعة ما بين الرواية والقصة والمسرح، ومن أعمالها القصصية الرائعة كانت مجموعتها " من خبر الهناء والشفاء" الصادرة عن دار العين للنشر والتوزيع عام 2007.
ويضم الكتاب عشر قصص قصيرة هى: فرامل خفيفة والأرض، وعبد الدايم محمود خليل، وأمى العزيزى وصداع نصفى، وبستان أخضر، ويا حنين، وحديث من خبر الهنا والشفاء، وحبيبتى فيرا، وحكايات أخرى لـ الفليسوف، وختم الكتاب بمسرحية من فصل واحد وثلاث نهايات عن بداية ونهاية لنجيب محفوظ، وبعنوان (استمع إلى دقات قلبى).
وتتميز كتابات الروائية والقاصة الكبيرة سلوى بكر، بالرمزية خفيفة الظل، الممتعة والمستمدة من الواقع وتصب فيه، وتكتب المؤلفة فى هذا الكتاب مجموعة من القصصية التى تتسم بأن لها مذاق باحث عن الطيعة وعن كل شئ بكر فيها، مذاق يقدس النسيم الرقيق فى صباح مشرق، مذاق اللون الخضر وهو منبسطاً أمام الأعين حتى يلتقى بزرقة السماء فى لوحة إبداعية لن تصفها الحروف أو الألوان على اللوحات، تقرأها وتشعر بمشاعر الطفل البرئ عندما يذوب فى أحضان أمه.
ولم تقف القصص عند هذا الحد وحسب وإنما تدخلنا إلى عالم المدنية التى نعيشها ولا ندركها، تسوقها إلينا كحقائق جديدة علينا وكأننا نرى أنفسنا تمشى أمامنا على الأرض للمرة الثانية لن تتوقف القصص عند هذا الحد، فقد أردفت الكتاب بنهاية مستمدة ومتخيلة لرواية بداية ونهاية التى أبدعها الأديب العالمى نجيب محفوظ، لتقدم لنا كوكتيل رائع من النكهات والمشاعر والقصص.
وبحسب الناقدة إبتسام السعيد، فأن مجموعة سلوى بكر الأخيرة تدور في إحدى عشرة قصة منها بضمير الغائب وقصة واحدة بضمير المتكلم وهو الحمار وضمير الغائب جاء دالاً على ذوبان السارد، كما أن المجموعة تظهر كيف أن المجتمع يظل قائماً بين الخير والشر والصحة والمرض والغنى والفقر، وهذا يوتر علاقات الناس ويظهر في النهاية أرضا خصبة للإبداع.
المعروف أن قصص سلوى بكر تشعرنا بانصهار كل الأزمنة، فنشعر كأننا في انتظار رغيف العيش الساخن لنأكله، ونذوب في هذا الرغيف وننسى زمن صنعه، وتتوحد في هذا الزمن مع هذا الرغيف الساخن فنشعر أن القصص تكتب حالاً من قلمها ومخيلتها.