ربما ما يجهله البعض ويتعاملون معه وكأنه حقيقة، هو أن المفكر الراحل قاسم أمين كان ضد الحجاب، ودعوته لسفور المرأة، متحججين بعدد من مقالاته وكتبه الذى تناول فيها هذه القضية مثل "تحرير المرأة" و"حقوق النساء"، لكن يبدو أن الحقيقة لم تكن كذلك.
لكن قاسم أمين، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ157، إذ ولد فى 1 ديسمبر فى عام 1863م، ويعد أحد مؤسسى الحركة الوطنية فى مصر وجامعة القاهرة كما يعد رائد حركة تحرير المرأة، كان يطالب بضرورة ما يعرف بالحجاب الشرعى، حتى لا تتحول المرأة إلى أحد المقتنيات التى يتركها الرجل في المنزل.
وقال قاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة" نشره قاسم أمين عام 1899: "سبق لى البحث فى الحجاب بوجه إجمالى فى كتاب نشرته باللغة الفرنساويَّة من أربع سنين مضت؛ ردا على الدوك داركور، وبينت هناك أهم المزايا التى سمح لى المقام بذكرها، ولكن لم أتكلَّم فيما هو الحجاب، ولا في الحدِّ الذي يجب أن يكون عليه، وهنا أقصد أن أتكلَّم فى ذلك".
وأضاف قاسم أمين: "ربما يتوهم ناظر أننى أرى الآن رفع الحجاب بالمرة، لكن الحقيقة غير ذلك؛ فإننى لا أزال أدافع عن الحجاب، وأعتبره أصلًا من أصول الأدب التى يلزم التمسُّك بها، غير أنى أطلب أن يكون منطبقًا على ما جاء فى الشريعة الإسلاميَّة، وهو على ما فى تلك الشريعة يخالف ما تعارفه الناس عندنا؛ لما عرض عليهم من حب المغالاة فى الاحتياط والمبالغة فيما يظنُّون عملًا بالأحكام حتى تجاوزوا حدود الشريعة، وأضروا بمنافع الأمة".
وأكد قاسم أمين فى كتابه: "والذى أراه فى هذا الموضوع هو أن الغربيين قد غالوا فى إباحة التكشف للنساء إلى درجة يصعب معها أن تصون المرأة من التعرض لمثارات الشهوة ولا ترضاه عاطفة الحياء، وقد تغالينا نحن فى طلب التحجب والتحرج من ظهور النساء لأعين الرجال حتى صيرنا المرأة أداة من الأدوات أو متاعاً من المقتنيات وحرمناها من كل المزايا العقلية والأدبية التى أعدت لها بمقتضى الفطرة الإنسانية وبين هذين الطرفين وسط سنبينه- هو الحجاب الشرعى- وهو الذى أدعو إليه".