نشاهد اليوم، نصب الحب فى قرطبة، وفيه يدان تتلامسان تحاكيان يد الشاعرة "ولادة بنت المستكفى" و يد حبيبها الشاعر "ابن زيدون" مكتوب على التمثال أبيات شعر عربية لكل من ابن زيدون وولادة، وترجمت هذه الأبيات أيضا بالإسبانية.
نجد فى الأعلى نقشت لأبيات ولادة بنت المستكفى:
أغار عليك من عينى ومنى.. ومنك ومن زمانك والمكانِ
ولو أنى خبأتك فى عيوني.. إلى يوم القيامة ما كفانى
بينما تحتها كتبت أبيات لابن زيدون:
يا من غدوت به فى الناس مشتهرا.. قلبى يقاسى عليكم الهم و الفكر
أيا من إن غبت لم ألقَ إنسانًا يؤانسى.. وان حضرت فكلُّ الناس قدْ حَضَرا
وقد ولد أبو الوليد أحمد بن زيدون بقرطبة سنة 394هـ/1003م، ويعد واحداً من أهم شعراء الأندلس فى عصره، تمتع بمكانة كبيرة في زمنه، أما ولادة فهى واحدة من أشهر نساء الأندلس، وإحدى الأميرات من بنى أمية، وهى واحدة من النساء النابغات فى الشعر وفنون القول، تبوأت مكانة عالية فى مجتمعها، وحازت صيتًا واسعًا بسبب ثقافتها، وجمالها وفتنتها وزينتها.
وكانت "ولادة" بعد وفاة أبيها تقيم ندوة فى منزلها يحضرها الشعراء والأدباء ومنهم ابن زيدون، فبادلته حبا بحب، وهى سليلة بيت ملك إذ أنها بنت الخليفة الأموى محمد بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الملقب بالمستكفى بالله، فلما مات أبوها خرجت إلى مجامع الأدباء و العلماء.