نشاهد، اليوم، منحوتة يطلق عليها اسم "الفراغ" للفنان "ألبرت جيورجى" وهى من البرونز تقع على ضفاف بحيرة جنيف فى سويسرا، وعندما نظرت إلى المنحوتة رأيت حزنا، هنا شيء من الانكسار، من الفقد والبحث عن الذات والآخرين، يخيل إلى أن هذا الرجل المحنى القامة، الذى تمثله المنحوتة، قد فقد الكثير قبل أن يجلس هذه الجلسة الصعبة فى إحدى الحدائق العامة بالقرب من بحيرة فى سويسرا ينعى حظه.
يذهب البعض إلى أن عمل قام به النحات الرومانى (البرت جيورجي) لأنه كان عاشقا لزوجته وقد صنعه بعد وفاتها للتعبير عن (الفراغ) الذى عانى منه بعد فقده للإنسان الذى أحبه كثيرا .
على العموم تم استخدام المثال، عادة، كرمز لمناسبة الآباء الذين قدوا أبناءهم، وقد شاهد التمثال ملايين من البشر، وتفاعلوا معه، كل حسب ما مر به من تجربة فقد ابن أو أب أو أم أو حبيب، ليصبح أيقونة فى ألم الفراق، وكأنه كلما فارقنا عزيز أخذ معه قطعة من روحنا، وكتب الآلاف من الناس حول العالم رسائل لجيورجى يشكرونه فيها على مشاركته إياهم طريقته الخاصة فى التعبير عن الألم بهذا العمل الرائع الذى اعتبروه تعزية لهم.