تتميز أعمال فؤاد قنديل بثرائها الفكرى والمعرفى وتنوعها الزمنى والمكانى، وتعتمد لغة قنديل على المزج بين اللغة العربية الكلاسيكية بما تحمله من مجاز وثراء، وبين الواقع المعاش بما يحمله من صعوبات وتساؤلات وأحلام وأوجاع، ولعل واحدة من أهم أعماله الأدبية، مجموعته القصصية "سوق الجمعة" الصادرة عام 2008، واختارها للنشر بنفسه فى مشروع مكتبة الأسرة قبل وفاته، وتضم المجموعة عددًا من القصص منها "فى مديح الجمعة، ثمر الجنة، يمامه خضراء بكعب محني، محمد جرجس، المصيدة، بيت النار"، وغيرها.
ومن أجواء المجموعة، منذ وعيت اعشق الجمعة وانتظرها بشغف وأتمنى لو استطيع دفع الأيام نحوها، لأنها الحرية والانطلاق والوهج، وهى اللهو والفن والطعام، فكم أرجات الوالدة أشهى الماكولات ليوم الجمعة حتى يتسع الوقت وتلقى من الجميع المساعدة وبالذات الخبيز فى القريه، ولم أكن اكف فى صباى عن لعب مباريات الكره طوال ساعات النهار من يوم الجمعة.
اختار المؤلف عينات من كل شرائح السوق من البائعين ومن زوار السوق من الباحثين عن اشياء يشترونها .وسكان المنطقة المجاورة حتى صاحب تلك الإمبراطورية مالك السوق لم يتركه حتى تكتمل الصورة الحية للسوق، عند بداية المجموعة تعتقد بأنها مجمعة قصصية منفصلة ولكن بعد وقت تجد شخصيات القصص متداخلة فى قصص أخرى لتكتشف الترابط بين كل الشخصيات.
وبحسب الكاتبة الصحفية سهيلة فوزى: "فى البداية ظننت أنها قصص قصيرة لا يربط بينها غير أن جميع أحداثها تدور فى سوق الجمعة الشهير بالسيدة عائشة كل قصة تناولت حكاية شخصية أو اثنين على الأكثر بأسلوب سهل وممتع فى الوصف تعيش من خلاله بساطة الشخصيات النابعة من بساطة المكان ولكن بعد أكثر من قصة بدأ يظهر ثمة ترابط آخر بين القصص تمثل فى ظهور الشخصيات السابقة من جديد فى إحداث قصص تالية ومع توالى القصص تجد نفسك أمام صورة بانورامية لسوق الجمعة بكثير من التفاصيل التى مرت أمامك تباعا عبر أكثر من قصة لتكتمل بآخر قصة بانوراما سوق الجمعة عندما تجتمع معظم الشخصيات فى مشهد استقبال مولود جديد لإحدى بنات السوق".
فؤاد قنديل (ولد 5 أكتوبر 1944- توفي 3 يونيو 2015)، روائى مصري ولد في مصر الجديدة بالقاهرة لأسرة تنتمى إلى مدينة بنها ـ محافظة القليوبية وحصل على ليسانس الاداب قسم الفلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة. عمل منذ عام 1962 في شركة مصر للتمثيل والسينما. كتب ست عشرة رواية، وعشر مجموعات قصصية، وعشر دراسات وتراجم وأربع روايات ومجموعة قصصية للطفل، حاز كأس القبانى لأفضل مجموعة قصصية عام 1979، حاز جائزة نجيب محفوظ للرواية في الوطن العربي عام 1994، حاز جائزة الدولة للتفوق في الاداب عام 2004.