تمر اليوم الذكرى الـ889 على وفاة الشاعر والفيلسوف المسلم عمر الخيام، إذ توفى فى 4 ديسمبر من عام 1131م، عن عمر ناهز 83 عاما، عالم فلك ورياضيات وفيلسوف وشاعر فارسى مسلم، ويذهب البعض إلى أنه من أصول عربية.
اتهم البعض "الخيام" بالإلحاد لحديثه عن المتع الدنيوية، لكن ظلت مكانته محفوظة كونه أحد علماء المسلمين، الذين أثروا الحياة العلمية والأدبية وغيرها العديد من العلوم الأخرى، أثار الخيام الجدل برباعياته الشهيرة، تاركا البعض يتهمه بالإلحاد والمجون والمغالاة فى المتع الدنيوية، والبعض الآخر يراها نوعا من الزهد والتصوف والتقرب إلى الله، إلى أن قاموا بحرق العديد من مؤلفاته التى لم يتبقى منها سوى الرباعيات.
وعلى الرغم من تنصيف الكثيرين أشعار ورباعيات الخيام على أنها صوفية، إلا أن الكثير من المحققين والمترجمين لأشعاره نفوا ذلك، كذلك رفض الكثير من المتصوفة نسب "الخيام" إلى الصوفية.
فسر البعض رباعياته على أنها إلحاد، كونها تدعو إلى اللهو والمجون، بينما يرى الفريق الآخر أنه مات مسلماً، مستمداً استنتاجه من سيرة الخيام ومؤلفاته ومن رافقه من العلماء، حيث يقول الخيام فى إحدى رباعياته:
أفنيتُ عمرى فى اكتناه القضاء
وكشف ما يحجبـه فى الخـفاء
فلم أجـد أسـراره وانقضـى
عمرى وأحسست دبيب الفـناء
وبحسب كتاب "الآراء الفلسفية عند أبى العلاء المعرى و عمر الخيام" لتغريد زعيميين، أن ما يدل على أن "الخيام" ليس من الصوفية، ما قاله بعض المؤرخين والعلماء المعاصرين له من الصوفية، أمثال "الغزالى" باعتبار أنه أحكم الصلة بين التصوف والشريعة وحمل على الفلسفة وأعلن عليها حربا شعواء فى كتابه "تهافت الفلاسفة".
فالخيام فيلسوف والفلسفة كانت منهجه فى الحياة، أى أنه كان يبحث عن كيفية الذات ولميتها، وكان أول طريقها الشك، أم الغزالى، فقد كان يأخذ بعلم الكلام، وهو مذهب يرتكز على الاعتقاد البديهى، ولن يتطرق إلى الكيفية واللمية، وهذا الاختلاف فى الاعتقاد، فصل بينهما.
وقد أورد "القفطى" فى كتابه "أخبار العلماء بأخبار الحكماء": حديثا عن الخيام، جاء فيه: "وقد وقف متأخرو الصوفية على شىء من ظواهر شعره، فنقلوه إلى طريقتهم وتحاضروا بها فى مجالساتهم وخلواتهم وبواطنها حيات للشريعة لواسع ومجامع للأغلال جوامع.