قال الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإزالة أو تطوير بعض الأحياء العشوائية فى القاهرة ومنها حى "تل العقارب" ينهى العالم الذى تدور فيه روايته الأخيرة "باب رزق" التى صدرت عن دار نهضة مصر قبل أشهر.
وأضاف الروائى عمار على حسن خلال كلمته بندوة عقدت بمكتبة مصر العامة بدمنهور، "سيصبح هذا الحى نسيا منسيا، وقد لا يجد من يريد أن يعرف فيما بعد عن الذين عاشوا فيه سوى روايتى لتبين له جانبا من ملامح المكان، الذى كان، والبشر الذين عاشوا فيه حياة قاسية، وهى مسألة لن تتمكن الدفاتر الرسمية من تبيانها".
وتنتمى "باب رزق" إلى واقعية فجة، وأبطالها يتحدثون ويتصرفون من واقع هذه البيئة الاجتماعية الصعبة، والتى يصورها الكاتب صانعا منها أجواء كابوسية لافتة، تبدو وكأنها صورة بارحة وجارحة على وضع اجتماعى وإنسانى غارق فى البؤس.
وفى الرواية يتحايل شباب هذا الحى العشوائى على التقاط أرزاقهم بطرق غريبة، وأعمال هامشية، ويحركهم كعرائس الماريونيت عجوز قعيد، كان محاربا سابقا، له فى المكر باع طويل، وسط هذا البؤس تولد قصة حب ناقصة، وصراع دامى ضد البلطجية وسارقى القوت والفاسدين فى جهاز الشرطة والمتطرفين دينيا، لكن كل هذا لا يبدد آمالا عريضة بالخروج من الأزقة الغارقة فى العوز إلى براح عالم زاخر بالنعمة والراحة، لكن هذا الأمل يتبدد بمرور الوقت.
فى منتصف الطريق تتوالى المفاجآت لتحدد مصائر بشر متعبين، وتوزعهم على مصائر لا تخطر على بالهم، وأولهم بطل الرواية الذى جاء من صعيد مصر معتقدا أن بوسعه أن يغير حاله وأحوال من معه إلى الأفضل، لكنه يقع فى الفخ، ويكتشف أن قدراته أوهن من أن تمكنه من أن يحقق هذا الحلم المستحيل.
يشار إلى أن "باب رزق" هى الرواية الثامنة لعمار على حسن بعد "جبل الطير" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفى” و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، إلى جانب أربع مجموعات قصصية: "حكايات الحب الأول" و"أحلام منسية" و"عرب العطيات" و"التى هى أحزن"، وله كتابان فى النقد الأدبى: "النص والسلطة والمجتمع" و"بهجة الحكايا"، إلى جانب ثمانية عشر كتابا فى التصوف والاجتماع السياسي.