نواصل قراءة سيرة سيدنا المسيح ابن مريم، حسبما وردت فى كتب التراث الإسلامي، وذلك اعتمادا على كتاب تراثى يحمل عنوان "سيرة السيد المسيح" لابن عساكر الدمشقى، فما الذى يقوله الكتاب فيما يتعلق برؤية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لسيدنا عيسى فى المنام؟
يقول الكتاب:
عن مجاهد عن عبد الله بن عباس قال: ما تكلم عيسى إلا بالآيات حتى بلغ ما يبلغ الصبيان.
وعن أبى سعيد الخدرى عن أبى هريرة أن الله تعالى أطلق لسان عيسى مرة أخرى فى صباه فتكلم ثلاث مرات حتى بلغ ما يبلغ الصبيان فيتكلمون، فتكلم فحمد الله أيضا بتحميد لم تسمع الآذان بمثله حيث أنطقه الله طفلا فقال:
اللهم أنت القريب فى علوك المتعالى فى دنوك الرفيع فى كل شىء من خلقك أنت الذى نفذ بصرك فى خلقك وحارت الأبصار دون النظر إليك أنت الذى غشيت الأبصار دونك وشمخ بك العلياء فى النور وتشعشع بك النبأ الرفيع فى التباعد، أنت الذى أشرقت بضوء نورك دلادج الظلام وتلألأت تعظيما أركان العرش نورا فلم يبلغ أحد بصفته صفتك فتبارك اللهم خالق الخلق بعزتك مقدر الأمور بحكمتك مبتدئ الخلق بعظمتك قالا: ثم أمسك الله لسانه حتى بلغ.
وعن سالم سمع ابن عمر، يقول: قال رسول الله، بيتنا أنا نائم أرانى أطوف بالكعبة، فإذا رجل أدم سبط الشعر بين رجلين، ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه، فقلت من هذا، قالوا: هذا ابن مريم.