نتحدث، اليوم، عن أشهر ما حدث فى السنة الثانية للهجرة، والتى يحفظ المسلمون تاريخها بسبب معركة بدر الكبرى، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "فصل جمل من الحوادث سنة ثنتين من الهجرة"
تقدم ما ذكرناه من تزويجه عليه السلام بعائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، وذكرنا ما سلف من الغزوات المشهورة وقد تضمن ذلك وفيات أعيان من المشاهير من المؤمنين والمشركين، فكان ممن توفى فيها من الشهداء يوم بدر، ومنهم أربعة عشر ما بين مهاجرى وأنصارى تقدم تسميتهم، والرؤساء من مشركى قريش وقد كانوا سبعين رجلا على المشهور، وتوفى بعد الوقعة بيسير أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب لعنه الله كما تقدم.
ولما جاءت البشارة إلى المؤمنين من أهل المدينة مع زيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة بما أحل الله بالمشركين وبما فتح على المؤمنين وجدوا رقية بنت رسول الله ﷺ قد توفيت وساووا عليها التراب، وكان زوجها عثمان بن عفان قد أقام عندها يمرضها بأمر النبى ﷺ له بذلك، ولهذا ضرب له بسهمه فى مغانم بدر وأجره عند الله يوم القيامة، ثم زوجه بأختها الأخرى أم كلثوم بنت رسول الله ﷺ ولهذا كان يقال لعثمان بن عفان: ذو النورين، ويقال: إنه لم يغلق أحد على ابنتى نبى واحدة بعد الأخرى غيره رضى الله عنه وأرضاه.
وفيها: حولت القبلة كما تقدم وزيد فى صلاة الحضر على ما سلف، وفيها: فرض الصيام صيام رمضان كما تقدم، وفيها: فرضت الزكاة ذات النصب، وفرضت زكاة الفطر، وفيها: خضع المشركون من أهل المدينة واليهود الذين هم بها من بنى قينقاع، وبنى النضير، وبنى قريظة، ويهود بنى حارثة، وصانعوا المسلمين وأظهر الإسلام طائفة كثيرة من المشركين واليهود وهم فى الباطن منافقون منهم من هو على ما كان عليه، ومنهم من أنحل بالكلية فبقى مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء كما وصفهم الله فى كتابه.
قال ابن جرير: وفيها: كتب رسول الله ﷺ المعاقل وكانت معلقة بسيفه، قال ابن جرير: وقيل أن الحسن بن على ولد فيها، قال: وأما الواقدى فإنه زعم أن ابن أبى سبرة حدثه عن إسحاق بن عبد الله عن أبى جعفر أن على بن أبى طالب بنى بفاطمة فى ذى الحجة منها.
قال: فإن كانت هذه الرواية صحيحة فالقول الأول باطل.