نشاهد اليوم تمثال الملاك الحزين، المصنوع من الرخام، وهو موجود فى مقابر Metairie Cemetery فى نيو أورلينز.
مع هذا التمثال يمكن لنا أن نتحدث ما نشاء عن الموت، ذلك السارق الذى يأخذ ولا يعطى، يأخذنا جزءا جزءًا، كلما رحل حبيب تركنا وراءه فاقدى الهمة ناقصى العزيمة.
هذا التمثال لملاك بجناحيه، لكنه حزين باك، منكفئ على وجهه أمام قبر، يفتح لنا المجال لتخيل الراقد فى هذا القبر، لكن قبل ذلك دعونا نفكر فى مدى المحبة التى دفعت إنسانا للبحث عن فنان مميز كى يعبر عن هذه مشاعر الفقد التي يكنها للإنسان الذى فارقه.
هنا رجل أحب زوجته فأراد أن يقول لها أنه يبكى على فراقها، أو امرأة أرادت أن تقول لزوجها الميت أنها لن تكف عن البكاء أبدا، وأن هذا الملاك هو رسولها الدائم كى لا يظل وحيدا في مرقده، لا أريد أن أتخيل أن المدفون تحت هذا الرخام طفلا، فحتى بكاء الملاك أقل من التعبير عن موت طفل.
من جانب آخر يدفعنا هذا التمثال المعبر لمعرفة قيمة الفن، الذى يختصر الكثير مما نود قوله، في نحت أو رسم أو صورة أو قصيدة أو معزوفة أوغير ذلك من الفنون .