محمد المنسى قنديل وعمار على حسن وناصر عراق ووجدى الكومى وطارق إمام، وبهاء عبد المجيد، وياسر عبد الحافظ، وعز الدين شكرى، وهالة البدرى، وأحمد مراد ومنصورة عز الدين وميرال الطحاوى ويوسف زيدان ورواياتهم وكتاب آخرون وإبداعاتهم السردية هى موضوع كتاب "أحفاد محفوظ" للناقد الدكتور صلاح فضل والصادر عن الدار المصرية اللبنانية.
فى الكتاب يقرأ صلاح فضل نحو 60 عملا روائيا يجمع بينها أنها صدرت خلال السنوات العشر الأخيرة، وذلك فى حلقة جديدة من مشروعه النقدى الذى بدأه بكتاب "أساليب السرد فى الرواية العربية"، ثم "سرديات القرن الجديد".
ويرى "فضل" أن نجيب محفوظ المولود أوائل العقد الثانى 1911، تدفق إنتاجه بغزارة فى عقود منتصف القرن منذ الأربعينيات وتلاه جيل الستينيات الذى شغل الفضاء الإبداعى فى العقود الأخيرة من القرن، أما الجيل الثالث، وهم الأحفاد الذين يعنيهم الكتاب، فقد بدأوا النشر فى التسعينيات وتتراوح أعمارهم بين الثلاثين حتى الخمسينيات.
والكتاب إطلالة كاشفة وقراءة نقدية ترصد تجارب متعددة ورؤى متباينة ومدارس شتى، بعضها ينحو للرمزية، وبعضها يجنح للخيال، وثالث عمل توثيقى وتاريخى، منها ما يعبر عن تجارب شخصية، ومنها ما يحاكى واقع الحياة الاجتماعية، وما تحفل به من نماذج بشرية متعددة، وما تموج به نفوسهم من تناقضات وصراعات وتكالب على الحياة، وما تعتمل به من خير وشر، وحب وحقد، وتقوى وفجور.
وكشف صلاح فضل أن العنوان "أحفاد محفوظ" استوحاه من كتاب الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى "أحفاد شوقى" قائلا "ليس محفوظ بأقل من شوقى فى كثرة النسل وخصوبته، ولما كنت قد نشرت من قبل كتابات نظرية عديدة عن مفهوم الأجيال وتحقيبها، أى توزيعها على حقب زمنية فإن بوسعى تبرير ذلك جيدا وإقناع الناشر والقارئ أيضا به.
ويتوقف "فضل" عند أهم الظواهر اللافتة فى إبداع هذا الجيل من أحفاد نجيب محفوظ، ويسجلها فى ثلاثة نقاط هى، الأول، مضى هذا الجيل بالرواية العربية إلى آفاق رحبة من التطور والخصوبة والثراء، حافظوا فى الأغلب الأعم على الإطار السردى المستوعب للأشكال المستقرة والتقنيات الناضجة، وأطلق عليه هنا "الإطار الكلى" بدلا من التسميات المجحفة مثل التقليدى والكلاسيكى.
والظاهرة الثانية هى أن عدد كبير من هذا الجيل تفرد بكونه يتقن فى الأغلب لغة أجنبية عالمية ويترجم بها ويطلع عبرها على التيارات الحداثية والتجريبية والطليعية فى الرواية.
أما الظاهرة اللافتة الثالثة فهى بروز عدد من شباب الكاتبات، اللاتى تجاوزن القضايا النسوية التقليدية فى كتابتهن وتقدمن ليحكين قصة العالم من منظورهن وبلغتهن، طامحات إلى أن يشكلن هذه الرؤية بغض النظر عن اختلافهن النوعى بطريقة مساوية ومنافسة ومتكافئة تماما مع منظور الرجال الملتبسين بحلات البطريركية المزمنة، ولعل كتابات منصورة عز الدين ومى خالد وهالة البدرى وأمل عفيفى أن تكون نموذجا لهذا التيار.