قال الكاتب الكبير محمد المنسى قنديل: "أنا من مدينة صناعية هى المحلة الكبرى، وكان أبي نساجا يدويا ولم أكن أفهم فى الزراعة، وعندما ذهبت إلى الريف بعد تخرجى فى كلية الطبكأننى عدت إلى زمن الفراعنة" فالآلات المستخدمة تعود لآلاف السنين.
وأضاف "قنديل" خلال مشاركته فى برنامج "معكم" المذاع على قناة "cbc" مع الإعلامية منى الشاذلي، عندما ذهبت إلى القرية، حاولت أن أكتب رواية أنثروبولوحية لكن ذلك لم يحدث، فكثير من الأشياء لا تزال، ومن ذلك ما تعانيه المرأة الريفية، وما نسمع عنه من فتنية طائفية، حتى موضوع الهجرة، فالبعض كانوا يذهبون إلى "بحر الرمال" فقد كانت العلاقات مع ليبيا مغلقة فى زمن السادات، وكان الناس يهاجرون إليها عبر الصحراء ويدخلون من خلال الأسلاك، ويتعرضون للأخطار.
وقال الكاتب الكبير محمد المنسى قنديل: أعترف أنني كسول بشكل كبير، وكان المفروض أن أكتب أكثر من ذلك، لكن لدي فكرة قد تكون خطأ هى أن الكاتب فى العالم الثالث عليه أن يكتب فى كل المجالات، وأنا عادة أدقق فى رواياتى.
وتابع، كتبت رواية "قمر على سمرقند" عن الحياة فى بلاد الشلاق الإٍسلامى، وفى "بخارى" قضيت ليلة بجانب قبر الإمام البخارى، بالطبع لم أستطع النوم، قضيت الوقت فى التأمل والتجول فى المكان.
أما روايتى "يوم غائم فى البر الغربى" فهى عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، التى أصابت العالم بالهوس، وكان هذا الكشف له تأثير كبير عن الحضارة المصرية، أما روايتى "أنا عشقت" وهى إحدى أغنيات سيد درويش، قدمت فيها جانبا من الخيال، حيث "عاشقة" تقف على محطة القطار فى انتظار حبيبها وتصاب بالتجمد فى مكانها، وبعد الرواية إلى مسلسل، جاءنى خطاب من شخص من الإسكندرية يحكى لى عن خطيبته التى كانت تنتظره حتى أنها كانت تموت بالفعل وبعدما يحضرون لها الكفن تعود للحياة.
وقال محمد المنسى قنديل فى البداية: كنت أحب الطب، ومع الوقت ابتعدت عنه، وقد ابتعدت عنه بعدما بدأت أنشر وعندما أصدرت أول رواية لى "انكسار الروح" عن مجلة الهلال، اتصل بى الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة، وأخبرنى أنه قرأ الرواية وأعجب به، وعندما ذهبت إلى نقابة الأطباء لمناقشة الرواية هناك، كنت أشعر برهبة، فأنا أنتمى للمكان ولا أنتمى إليه فى الوقت نفسه، كنت أشعر بالحنين.
وبكى محمد المنسى قنديل عندما تذكر أنه ذات مرة عندما كان فى الريف، كان يحمل علاجا ألمانيا للبلهارسيا، وذاهب لمعالجة التلاميذ فى المدارس، وقال "كانت هذه لقطة عظيمة فى حياتي".
وأضاف المنسى قنديل: أحب الأطباء الذين يدافعون عنا، فى زمن كورونا، والذين يضحون من أجلنا وابنى منهم، مضيفًا: أن الحجر الصحى كان السبب الرئيسى لكتابة الرواية، فقد حبست نفسى وظللت أكتب بشكل يومى.
وعن تجربته فى كندا قال، كانت لى تجربة فى كندا، لكننى لم أكن سعيدا هناك، لقد وجدت نفسي على طرف العالم، ولم أحتمل وعدت، وأنا ممتن جدا، لأن الذين يكتبون الأدب، لا يتوقعون رد الفعل، لذا ممتن لأن الناس تقدرني.