ننشر قصيدة جديدة لـ الشاعر أحمد حسن عوض بعنوان "لكنّها الكلمات.. حواريّة الكلمة والعالَم".
- في الليل تجتمع الرتابةُ
خلف ذاكرة الأرقْ
تأوِي إلى الشجنِ الشفيف
تقيم عالمك الورقْ
فيُطلّ همسكِ من بعيد خاطفًا
كرفيف طير للسماواتِ انطلق
- يا.. هل يعودُ من ارتحالٍ غامضٍ
أم أنّ لمحةَ عابرٍ في لحظةٍ
ومضت تجلّت ثمّ غابت
خلف ليلٍ
عن يقين المدركاتِ
قد افترقْ
- ما حكمة التاريخ، لو لم يأتِ وقتٌ
لاستعادة ما تبعثر من نهاراتِ الحقيقةِ
فوق أرصفة القلق.
- هل باستطاعة شاعرٍ أن يصطفي أفقًا
بلا ظلٍ لأجساد الأباطرةِ الذين تجذّروا
في عالم، سقط اليقين، بأرضه فتهشّمتْ
فيه المرايا، أصبحت كحُطام ليلٍ
فوق أجنحة النهاراتِ انطبقْ
- لكنّها الكلماتُ.. ما زالت تغازلُ
لؤلؤ الأوقات، تهفو للبعيدِ
وترتوي برحيق روحٍ، ترتقي، تصغى
إلى الهمس السماوي الذي ما زال
يرجوه الشفقْ
- ها ربّما... أو ربّما
غَامَ الفضاءُ، تناثرَ الومضُ
ارتحلْتَ إلى فراغٍ تحت أودية المُحالاتِ
اخْتنَقْ
- لكنّها الكلماتُ تبقى في النهاية
مثلما في البدءِ كانت،
حين كان الفجرُ أخضر،
والمرايا ضوء نهرٍ تجتلي فيه الوجوهُ
صفاءَها،
وتعود لا تخشى الغرَقْ
هي صبوةٌ أولى،
هديلٌ غامضٌ
من كلّ أثقالِ المسافاتِ انعتقْ