نواصل، اليوم، قراءة ما حدث فى معركة أحد فى السنة الثالثة من الهجرة، ورغم هزيمة المسلمين في المعركة لكنهم خرجوا بدروس مهم.. وقد حلم النبى، عليه الصلاة والسلام بالأحداث، فما الذى يقوله التراث الإسلامي في ذلك؟
يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ ابن كثير:
عن أبى أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبى بردة، عن أبى موسى الأشعرى، عن النبى ﷺ قال: "رأيت فى المنام أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هى المدينة يثرب، ورأيت فى رؤياى هذه أنى هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذى أتانا بعد يوم بدر".
وقال البيهقى: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الأصم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا ابن وهب، أخبرنى ابن أبى الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله ﷺ سيفه ذا الفقار يوم بدر.
قال ابن عباس: وهو الذى رأى فيه الرؤيا يوم أحد، وذلك أن رسول الله ﷺ لما جاءه المشركون، يوم أحد كان رأيه أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا: نخرج يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا برسول الله ﷺ حتى لبس أداته، ثم ندموا وقالوا: يا رسول الله أقم فالرأى رأيك.
فقال لهم: ما ينبغى لنبى أن يضع أداته بعد ما لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه.
قال: وكان قال لهم يومئذ قبل أن يلبس الأداة: "إنى رأيت أنى فى درع حصينة فأولتها المدينة، وأنى مردف كبشا وأولته كبش الكتيبة، ورأيت أن سيفى ذا الفقار فل فأولته فلا فيكم، ورأيت بقرا يذبح فبقر والله خير".
رواه الترمذي، وابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن أبيه به.
وروى البيهقى من طريق حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن أنس مرفوعا قال: "رأيت فيما يرى النائم كأنى مردف كبشا وكأن ضبة سيفى انكسرت، فأولت أنى أقتل كبش القوم، وأولت كسر ضبة سيفى قتل رجل من عترتى" فقتل حمزة، وقتل رسول الله ﷺ طلحة وكان صاحب اللواء.