نتابع معا تأمل سلسلة "رؤية" التى أصدرتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، ونقرأ من كتاب "ضلالات الإرهابيين وتفنيدها" الرد على ضلالة "القول بحتمية فرض الجزية على غير المسلمين".
يقول الكتاب للرد على هذه الضلالة:
الجزية هى اسم لالتزام مالى انتهى موجبه فى زماننا هذا، وانتفت علته بانتفاء ما شرعت لأجله فى زمانها، لكون المواطنين قد أصبحوا جميعا سواء فى الحقوق والواجبات، وحلت ضوابط ونظم مالية أخرى محلها، ما أدى إلى زوال العل.
وما ورد فى القرآن الكريم من حديث عنها يحمل على الأعداء المحاربين والمعتدين الرافضين للمواطنة وليس على المواطنين المسالمين والمشاركين فى بناء الوطن والدفاع عنه.
وبيان ذلك أن الجزية التى فرضتها الدولة الإسلامية على الذين دخلوا فى دولتها ولم يدخلوا فى دينها لم يكن اختراعا إسلاميا، وإنما كان ضريبة معروفة فيما سبق للإسلام من قوانين، تؤخذ مقابل الجندية وحماية الدولة والدفاع عن رعيتها، فكانت بدلا من الجندية ولم تكن بدلا من الإيمان بالإسلام.
وأسقط عمر بن الخطاب رضى الله عنه الجزية عن نصارى بنى تغلب لما رأى من نفارهم وأنفهم منها، فلم يأمن شقاقهم واللحاق بالروم فيكونوا ظهيرا لهم على أهل الإسلام، وعلم أنه لا ضرر على المسلمين من إٍقاط ذلك الاسم عنهم مع استباق ما يجب من الجزية، واستوفاها منهم باسم الصدقة.
وأما الذى سماه بيان الله تعالى "صغارا" إنما رتبه على الحرابة لا على على مجرد الكفر،أو الانتساب إلى إلى كتاب سماوى، فإذا انتهت الحرابة ، فلا صغار.
