تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الرئيس المصرى الأسبق محمد أنور السادات الذى ولد فى 25 ديسمبر من عام 1918، والذى كان واحدا من صناع التاريخ السياسى لمصر المعاصرة، لكن ماذا عن طفولة السادات؟
يقول كتاب "السادات" لـ ديفيد هيريست وإيرين بيسون ترجمة محمد مطاوع، توافق ميلاد السادات وسنوات عمره الأولى مع أحداث خطيرة بالفعل، إذ كانت هناك مرحلة أخرى من مراحل كفاح مصر من أجل استقلالها تجرى قدما، وتميزت تلك المرحلة بالميراث الاجتماعى - الاقتصادى الصعب الذى خلفته الحرب العالمية الأولى.
ففى عام 1919 أسس سعد زغلول حزبا مصريا وطنيا عظيما هو حزب الوفد الذى كان رأس حربة فى ذلك الكفاح لجيل بأكمله.
وفى العام التالى من ميلاد السادات اندلعت انتفاضة ضد البريطانيين فى أنحاء البلاد وتم قمعها، لكن الحركة الشعبية التى أطلقت عنانها استمرت فى النمو والتفجر على نحو منقطع حتى أطاح عبد الناصر والضباط الأحرار فى ثورة 1952 بآخر قيود الهيمة الأجنبية.
وبطبيعة الحال فقد شهدت السنوات المضطربة التى كان فيها السادات طفلا البلاد تفور بالكبرياء، فمن جدته عرف لأول مرة أن هناك شخصا يدعى أحمد عرابى، وأن هذا الشخص حاول أن يقاوم الاحتلال البريطانى عسكريا على نحو يائس 1882 وسمع بمصطفى كامل وأدهم الشرقاوى، وجميعها شخصيات سبقت ظهور زغلول والوفد.
وبعدها اتسعت آفاقه فأصبح كاثوليكيا فى اختيار أبطاله، فأى شخص سعى لاستعادة حرية البلاد أو كرامتها بأى طريقة من الطرق كان يمكن أن يضمه لبانثيون العظماء الذى أنشأه داخل عقله.
وفى عام 1932 عندما مر المهاتما غاندى بمصر فى طريقه إلى لندن امتلأت الصحف بتقارير عن كفاح الهند للحصول على استقلالها، وكان السادات متأثرا لدرجة أنه أحس بأنه مجبر على تقليد الزعيم الهندى حتى أنه خلع ثيابه وغطى نفسه بمئزر وانسحب بمغزل من صنعه إلى سطح بيت أسرته حيث بقى هناك لأيام قليلة حتى أغراه أبوه بالنزول.