فى مثل هذا اليوم 25 ديسمبر من عام 1916م، ولد أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسى، وشارك في تأسيس جبهة التحرير الوطنى فى عام 1954 واندلاع الثورة التحريرية، هو أحمد بن بلة، الذى يعد رمزاً وقائدا لثورة أول نوفمبر وزعيمها الروحى، فمتى بدأ الحياة السياسة؟.
أحمد بن بلة الذى ولد ببلدة مغنية التابعة لولاية تلمسان، فى عائلة فقيرة تمتهن الفلاحة، تلقى تعليمه فى البلدة الواقعة غرب الجزائر، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة تلمسان، ودرس فى المدرسة الابتدائية الفرنسية، التى نال منها شهادة الابتدائية ثم الإعدادية.
ونظرًا لمواقفه الوطنية ونضاله المبكر، وهو فى سن الـ16 من عمره، وانتقاده لأساتذة التاريخ والعلوم الاجتماعية الذين كانوا يشوهون التاريخ الوطنى، منعته السلطات الفرنسية من متابعة دراسته، وأجبرته على التجنيد فى صفوف الجيش الفرنسى، خلال الحرب العالمية الثانية، وكان حينها ناشطا ضمن حزب الشعب الجزائرى، وتدرج فى المناصب العسكرية ونال وسام صليب الحرب.
لم تكن مشاركته فى الحرب العالمية الثانية مجبرًا، هى المرة الأخيرة، حيث لم تتركه السلطات الفرنسية، وتم استدعاؤه مرة أخرى للمشاركة فى حرب الفرنسيين والحلفاء ضد إيطاليا وألمانيا ضمن مجموعة من المغاربة، وضمن الكتيبة الخامسة للقناصين، حيث حمل رتبة رقيب أول ثم مساعد، كما اشترك فى معركة مونتى كاسينو، وقد قلده الجنرال ديجول الميدالية العسكرية بعد تحرير روما عام 1944م، وكان الوحيد الذى يحصل على أعلى وسام فى فرنسا.
وفى 15 سبتمبر، أجريت الانتخابات العامة على كامل التراب الجزائرى وفى 27 سبتمبر شكل أحمد بن بلة حكومته، ومن هنا بدأ العمل الدؤوب لانضمام الجزائر للأوساط الدولية، حيث انضمت الجزائر لمنظمة الأمم المتحدة عام 1963، ويقول: كانت بالنسبة لنا لحظة مؤثرة جدًا عندما رفع العلم الجزائرى وسط أعلام دول منظمة الأمم المتحدة، وانطلق يخفق معها فى عنان السماء، وكان ينتظر أن ألقى من منبر الأمم المتحدة خطابًا صاعقًا، فكان خطابى حازم المضمون ومعتدل الصياغة، ولا يتضمن أى هجوم على فرنسا، ثم بدأت الجزائر مساندة حركات التحرير فى عدة دول مثل جنوب أفريقيا، وزيمبابوى، وأنجولا.
فى 11 إبريل 2012، رحل عن عالمنا أحمد بن بلة فى الجزائر عن عمر يناهز 96 عاما بعد إصابته بوعكة صحية، استطاع خلال عمره أن يوثق من خلال الكتب كل لحظات نضاله، منها «خطاب التوجيه – المؤتمر الأول للحركة من أجل الديمقراطية فى الجزائر- باريس 1984»، و«حول الإسلام والنظام العالمى الجديد 1989»، «أى دور للإسلام فى ولادة العالم الجديد 1989، و«الإسلام والثورة الجزائرية 1989».