صدرت ترجمة جديدة ضمن إصدارات مكتبة المتنبى للكاتب النمساوى ستيفان زفايج، الذى تنوع إبداعه بين الرواية والقصة والمقال والمترجمة، وكذلك اشتهر بسلاسة أسلوبة وتفوقه فى سرد السير.
تظهر لنا ترجمة جديدة لزينب محمد عبد الحميد لإحدى سيره تحت عنوان "جوزيف فوشيه سيرة سياسى" لتصدر فى كتاب من 322 صفة، يحتوى الكتاب فصولا تسع هى: (الصعود - جلاد ليون - الصراع مع روبسبيير - وزير الحكومات المختلفة - وزير الإمبراطور - الصراع مع الإمبراطور - إبعاد إجبارى - النقاش الأخير مع نابليون - سقوط وموت).
تستعرض مقدمة المترجمة شيئًا عن الكتاب فتقول (كان فوشيه رجل الحكومات المختلفة، لم يكن لمشهد فى فرنسا أن يخلو من بصمة وجوده رغم أنه كان يفضل اللعب فى الخفاء. كان تحريضه بمثابة المحرك الذى لا تكاد ترى خيوطه؛ لكنك تدهش أيما دهشة من أثره اللاذع المدمر. حرص زفايج على التركيز على صعوده بما يفضح اللا انتماء الذى نهجه فوشيه عبر تلونه وارتقاءه سلم الحياة السياسية.)
جدير بالذكر أن زفايج يعرض عبر كتابه لشخصية فوشيه فيقول: "يكتب التاريخ عادة وفقًا لظواهر الأحداث الخارجية فقط؛ ولهذا السبب فإن من تعرضوا لصفحات الإرهاب الصاخبة لم يتجاوزا الإسهاب فى حوادث بعينها فقط مثل سلوك تالين العاطفي، حين عهد بطعن نفسه بخنجر خاص قد لونه، أو قدرة باراس فى استدعاء القوات، وكلام بورودن المتهكم. كانت الشخصيات التى وضعها التاريخ فى دائرة الضوء، قد صورها على أنها أكثر الجهات الفاعلة والبارزة فى دراما الثروة العظيمة؛ وقد تجاهلت فوشيه الذى وبكل تأكيد لم يظهر هذه الأيام فى مسرح الأحداث أو ساحة المجلس. كان يقبع فى الظل؛ وقد لعب الجزء الأصعب فى إدارة هذه العبة الخطرة المروعة. دعا المشاهدين، وأعطى للممثلين إشارة البدء. كان يعمل بشكل غامض فى الخفاء. عمل فى الظلام؛ حيث مكان مكره الحقيقي. لم يدرك المؤرخون الدور الهام الذى لعبه؛ إلا أن أحدًا من معاصريه ومن زملاء فنه كان على علم تام بدوره. كان روبسبيير على حق عندما وصف فوشيه صراحة بـ: "زعيم المؤامرة".