فاطمة الزهراء، ابنة النبى عليه الصلاة والسلام وحبيبته، من خيرة نساء المسلمين، ومع أن السنة النبوية أنصفتها دائما وأشادت بفضلها، نجد أن التاريخ الإسلامى زج باسمها فى الخلافات التى وقعت بعد وفاة النبى الأكرم، عليه السلام.
حدث ذلك عندما ظهر الشيعة وراحوا يضعون اسم السيدة فاطمة فى كتبهم ويبنون على سيرتها حكاياتهم ومغالاتهم، وها هى حالة من الجدل، تسود بعد اقتراب طرح فيلم بريطانى جديد يجسد السيدة فاطمة عليها السلام، تحت اسم، The Lady Of Heaven، من تأليف ياسر الحبيب، وهو رجل دين شيعى كويتى، أسقطت جنسيته بسبب "سب" الصحابة، عليهم السلام، ويعيش حاليًا فى لندن، ومن المقرر أن يصل دور العرض تزامنا مع نهاية العام الجارى 30 ديسمبر.
الإسلام ينصف السيدة فاطمة
عن حذيفة رضى الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم على لم ينزل قبلها فبشرنى أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة".
عن عائشة رضى الله عنها قالت: "أقبلت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشى النبى صلى الله عليه وسلم فقال النبى صلى الله عليه وسلم: مرحباً يا ابنتى ثم أجلسها عن يمينه – أو عن شماله – ثم أسر إليها حديثاً فبكت فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض النبى صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت: أسر إلى أن جبريل كان يعارضنى القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتى لحاقاً بي. فبكيت. فقال أما ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة – أو نساء المؤمنين – فضحكت لذلك"
قال عنها عباس محمود العقاد فى كتابه "فاطمة الزهراء والفاطميون":
فى خلائق السيدة فاطمة مدد صالح للثبات على الحق الذى يعتقده صاحبه، أو يذاد عنه فلا ينكص عنه على رغم.
كانت شديدة الاعتزاز بانتسابها إلى أبيها، وكانت مفطورة على يقين التدين، وكانت ذات إرادة لا تهمل فى حساب شأن من شئونها، فظهر منها فى المواقف القليلة التى نقلت عنها أنها كانت ذات إرادة لا تنسى فى الحساب.
كان من اعتزازها بالانتساب إلى أبيها أنها كانت تسر بمشابهة أبنائها لأبيها، وكانت تذكر ذلك حين تدللهم وتلاعبهم، فلم يكن أحب إليها من أن يقال لها: إن أسباط رسول الله يشبهون رسول الله.
وكانت فطرة التدين فيها وراثة من أبوين: كان حسبها ما ورثته من خاتم الأنبياء وما تعلمته منه بالتربية والمجاورة، ولكنها أضافت إليه ما ورثته من أمها؛ أمها بنت خويلد الذى تصدى لعاهل اليمن غيرةً منه على الكعبة، وابنة عم ورقة بن نوفل الذى شغل بالدين فى الجاهلية حتى فرغ له حياته، غير مدعو ولا مأمور.
ومن فطرة التدين فى وريثة محمد وخديجة أنها شديدة التحرج فيما اعتقدته من أوامر الدين، حتى وهمت أن أكل الطعام المطبوخ يوجب الوضوء، يظهر ذلك من حديث الحسن بن الحسن عن فاطمة حيث قالت: "دخل رسول الله ﷺ فأكل عرقًا فجاء بلال بالأذان، فقام ليصلي، فأخذت بثوبه فقلت: يا أبة! ألا تتوضأ؟ قال: مِمَّ أتوضأ يا بنية؟ فقلت: مما مست النار. فقال لي: أو ليس أطيب طعامكم ما مست النار؟".