نشاهد، اليوم، تمثال السيد المسيح والسيدة مريم الذى يطل على قصر دلف فى مرسيليا بفرنسا، والذى يحفل بالعديد من المعانى والدلالات لمن يريد أن يتأمله.وعلى الرغم من كوننا نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح، فإننا لا نستطيع أن نغفل تأمل هذا التمثال، الموجود فى فرنسا والذى يكشف قدرا كبيرا من الألم، ويزيد البحر المتسع بلا نهاية من أثر الألم الذى يشعر به المسيح ونشعر به جميعا.
تكشف ملامح التمثال ألمًا كبيرا في الوجه المنحوت، كأن المسيح تعرض للتو لمزيد من التعذيب، عيناه معلقتان بوجه "والدته" التي تطبع قبلة على الجبين المجهد.
لا يكشف النحت وجه مريم العذراء، لكنه يدل على حزنها الشديد، على ابنها الذى عانى على يد أعدائه ومضطهديه.
الموضع الذى يطل منه التمثال كأنه يوحى بصورة أو بأخرى أن المسيح خارج من البحر، يحاول النجاة من الغرق، ولنا أن نفكر في البحر الغامض كنوع من الظلمة الممتدة في أعماق الإنسان، الذى لا يتقبل بسهولة أن يخبره أحدهم بأنه على خطأ.
وحظى المسيح بالعديد من المنحوتات الفنية واللوحات على مر العصور، ولعل الملاحظ تأُير الثقافات المحلية على العمل الفنى، بحيث تبدو الأعمال الفنية بصبغة محلية.