مثلما كان هناك رجال كرمهم التاريخ الدينى، ووعدهم بالجنة، مثل العشرة المبشرين بالجنة من صحابة الرسول، وأتباع الأنبياء والصديقين، كحوارى المسيح، كانت هناك سيدات كرمهن التاريخ، ووضعن أسماءهن ضمن الخالدات والمباركات، ممن عرفن بسيدات نساء العالمين.
وذكر القرطبى أحاديث صحيحة منها: "خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خُويلد، وفاطمة بنت محمد"، وذكر النبى عليه الصلاة والسلام فى الحديث الشريف كمال أخلاق كثيرٍ من الرجال عبر مراحل التاريخ المختلفة، بينما اكتملت أخلاق أربعٍ من النساء اللاتى كن قدواتٍ صالحات للنساء فى زمانهن ومن بعدهن، واستحققن بتلك الأخلاق التى تحلين بها أن يكن سيدات نساء العالمين، فمن هنّ سيّدات نساء العالمين؟
آسيا بنت مزاحم
زوجة فرعون مصر التى تربّى موسى عليه السلام ونشأ زماناً فى بيتها حينما ألقته أمه فى اليم بوحى من الله تعالى، وقد أحبت موسى عليه السلام وأرادت أن تتّخذه ولداً لها، وعندما بعثه الله سبحانه وتعالى بالرسالة والنبوّة آمنت به وصدقت بدعوته على خفيةٍ من فرعون وملأه.
مريم ابنة عمران
السيدة العذراء، مريم بنت عمران هى الصديقة التى صدقت بكلمات ربها وكتبه، والتى حصّنت فرجها فكانت الطاهرة العفيفة التى اختارها الله سبحانه وتعالى واصطفاها على نساء العالمين أجمعين.
خديجة بنت خويلد
أم المؤمنين، وزوجة النبى محمد عليه الصلاة والسلام الأولى التى ظلّ حبها وذكراها يشغل قلب النبى الكريم حتّى وفاته، فقد كانت زوجة عظيمة وقفت معه فى أصعب اللحظات، وأشدّ المواقف، فأيّدته وثبتته وآزرته ونصرته، وواسته بنفسها ومالها حتّى مكّن الله لهذا الدين.
فاطمة الزهراء
السيدة فاطمة هى ابنة النبى عليه الصلاة والسلام التى كانت من أحب أبنائه إلى قلبه، فقد كان يدنيها ويقربها، وقد كانت أول من يطرق النبى بابها حينما يرجع من سفره فتستقبله وتمسك بيديه وتقبله، ثمّ تجلسه بجانبها، وهو يفعل مثل ذلك عندما تدخل عليها حيث يمسك بيدها ويقبلها، ثمّ يجلسها فى مجلسه، وزوّجها من ابن عمه على ابن أبى طالب رضى الله عنه فولدت له سيدى شباب أهل الجنة وسبطى النبى الكريم الحسن والحسين رضى الله عنهما.
فضل مريم وفاطمة
ورد عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال : "إن رسول الله كان جالساً ذات يوم، وعنده على وفاطمة والحسن والحسين. فقال: اللهم إنك تعلم ان هؤلاء أهل بيتى وأكرم الناس على فأحبّ من أحبّهم وأبغض من أبغضهم وأُوالى من والاهم وأُعادى من عاداهم ... إلى أن يقول الرسول فى حق فاطمة ... وإنها لسيدة نساء العالمين. فقيل يا رسول الله، أهى سيدة نساء عالمها؟ فقال: ذاك لمريم بنت عمران؛ فأما ابنتى فاطمة فهى سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإنها لتقوم فى محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة (إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين).