فى الساعات الأخيرة من 2020، فوجئنا بخبر نفوق ذكر الزراف "زيزو" القادم من جنوب إفريقيا قبل أيام، والذى كان أثير عنه الكثير من الجدل حول زواجه من الزرافة سونسن، قبل أن يتراجع مسئولى الحديقة عن ذلك، حيث تم الاستقرار على عدم نقل الزرافات الثلاث من موضعها الحالى وبالتالى ستبقى الزرافة سوسن وحيدة لأكثر من عامين آخرين، لكن "زيزو" نفق قبل أن ينقل مع الزرافات الأخرى، لكن بعيدا عن خبر نفوق "زيزو" متى عرف المصريون الزرافات، وهل عرفها الفراعنة؟
وسجلت الزرافة ظهورها بمصر منذ قرون حيث انبهر الملوك الفراعنة بهذا الحيوان، فجاؤوا به من بلاد النوبة واعتمد استخدامه بالاحتفالات، فعرضت الزرافات على العامة كرمز للقوة، كما لجأ الكثيرون من الحكام الفراعنة لتقديمها كهدايا لدول أخرى واستخدموه كسلعة أثناء المبادلات التجارية.
وعند رؤيتهم للزرافة لأول مرة عام 46 قبل الميلاد، انبهر الرومان من مظهر هذا الحيوان وعجزوا عن فهم طبيعته وطريقة التعامل معه، وبسبب تشابه مظهره الخارجى مع كل من الجمل والنمر، ظنّ سكان روما أن الزرافة هجين ناتج عن علاقة بين هذين الحيوانيين، فأطلقوا عليها اسم الجمل النمرى(camelopardalis)، وحسب المؤرخ الإغريقى الرومانى كاسيوس ديو(Cassius Dio)، لاحظ الرومان تشابها واضحا بين الجمل والزرافة سوى أن الساقين الخلفيتين للأخيرة كانتا أقصر من الأماميتين، ومن ناحية ثانية انتبه سكان روما للجلد المنقط للزرافة، فشبهوها بالنمر وأطلقوا عليها اسم الجمل النمرى.
وبحسب عدد من المؤرخين، كانت الزرافة التى حلت بروما سنة 46 قبل الميلاد هدية من كليوبترا السابعة ليوليوس قيصر، حيث قيل إن الأخيرة قد رافقت عشيقها الرومانى لروما لحضور احتفالات النصر. وفى خضم هذه الأجواء، أمر يوليوس قيصر بعرض الزرافة على عامة الشعب ضمن ألعاب السيرك.