فى حياة كل إنسان منا أحلام يتمنى أن يحققها، يعيش حياته كلها أملا فى الوصول إلى ما تمناه، ويبدو وحيد حامد، لم يحقق حلما من أحلامه الذى طالما تمنى أن يحققها قبل وفاته لكن القدر وقف حائلا دون ذلك، ولوحيد حامد حلما كبيرا لم يمهله القدر أن يحققه أبدا.
رواية "أولاد حارتنا" للأديب العالمى نجيب محفوظ، الرواية المحرمة التى دائما ما تسببت فى جدل لصاحب نوبل فى الآداب عام 1988م، كانت حلما للكاتب والسينارست الكبير وحيد حامد، حيث تمنى أن يحول الرواية إلى فيلم سينمائى، وتفاوض مع "محفوظ" لكن القدر لم يمهله مرتين تحويل الرواية لفيلم، بعدما مات محفوظ قبل أن يعطيه موافقته على تحويل الرواية، والثانية حينما فارق هو الحياة اليوم، ولم يحقق حلمه بتحويل الرواية لعمل سينمائى، فى الوقت الذى أعلن فيه النجم عمرو سعد حصوله على حقوق الرواية، لتحويلها لعمل يتم بثه عبر إحدى المنصات العربية.
فى حوار أجراه معه الناقد الكبير طارق الشناوى، تحدث عن حلمه الذى لم يتحقق وكواليس لقائه مع الأديب العالمى نجيب محفوظ لتحويل روايته الشهيرة إلى فيلم، حيث قال: قابلت نجيب محفوظ وكنت سأشترى منه «أولاد حارتنا» كى أحولها لفيلم عالمى، والكاتب «محمد سلماوى» شاهد على تلك الواقعة، وذهبتُ ومعى «مروان»، فسألنى «نجيب محفوظ» من الذى سيخرج هذا الفيلم؟، قلت له «مروان» فسألنى: هو ابنك؟ قلت له: نعم، فقال: «بلاش»، كان يريد أن يجنب ابنى الإيذاء من المتطرفين، وقال لى: هذه الرواية أعداؤها كثيرون جدّا وهو ما زال فى مقتبل حياته و«مروان» اتضايق وقتها فقال له: خلاص يا حبيبى أنا خائف عليك ليس أكثر، وطالما أنت متحمس فلا بأس.
وأضاف: بعدها جاءت حادثة اغتياله وذهب إلى المستشفى وكنا قد اتفقنا على الأجر مبدئيّا، وبعد وفاته جاء لى المحامى الخاص به، قال لى: فيه معلومة أريد أن أقولها لك.. وطلب فى الرواية خمسة ملايين جنيه، وهذا رقم كبير جدّا عن الرقم المتفق عليه مع "نجيب محفوظ".
الكلام سالف الذكر أكده أيضا الكاتب الكبير محمد سلماوى حيث ذكر من قبل إن السيناريست وحيد حامد اتفق مع "محفوظ" على تحويلها لفيلم بالفعل، وحينها أشفق محفوظ على حامد "من مواجهة نفس الأذى الذى واجهه"، لكن أمام إصرار حامد وإعجابه بالرواية، وافق محفوظ، وبالعفل أتم حامد إجراءات العقد، لكن وفاة محفوظ حالت دون استكماله.