نشاهد، اليوم، تمثال "مريم والطفل" وهو نحت حجرى موجود فى مقبرة ميروجوج بـ كرواتيا، ويعكس التمثال فى أحد جوانبه خوف السيدة العذراء على طفلها، فهى تعرف أنه طفل موجه وأنه سيواجه متاعب عديدة في الحياة.
ومن المعروف أن الرؤيتين المسيحية والإسلام تتفقان على أن السيدة مريم، كانت تشعر بالقلق منذ نفخ الله فيها من روحه، فحملت بابنها دون أن يمسها بشر، فكانت تعرف أنه ليس من السهل أن يصدق الناس قولها في أن طفلها "كلمة الله".
ويعكس لنا التمثال خوف السيدة بعد إنجابها الطفل، فعيونها تفكر فيما ستقوله عندما يرى الناس الطفل، بينما الطفل النائم على كتفها لا يشعر بشيء، يحمل من خلال نومه قدرا كبيرا من الطمأنينة تحتاج إليه الأم، ولكنه لا يتحقق بسهولة.
ويكشف التمثال، كيف تخشى السيدة مريم على وليدها، فهى تقبض عليه بيديها، تعرف أن هذا الطفل سوف يعانى كثيرا، وتحمله على كتفها البعيد عن مدخل الكهف، تحميه بجسدها، من كل شر متوقع.
مرت السيدة مريم بتجربة مختلفة في الحياة، وكان الله معها، ومع الطفل، الذى كان مهددا من الجميع من الملوك ومن اليهود، لكنه انتصر في النهاية وعاش اسمه خالدا في تاريخ الإنسانية.