تمتد الدولة القديمة عبر الأسرات من الثالثة إلى السادسة "2686 ق.م/2181 ق.م"، حيث تعاظمت قوة الدولة خلال تلك الفترة، وقام الملك زوسر أول ملوك الأسرة الثالثة ببناء هرمه المدرج فى سقارة، وقد رغب فى بناء مقبرة على شكل مصطبة على نسق أسلافه ملوك الأسرتين الأولى والثانية إلا أن تلك المصاطب ازدادت لتصل إلى نحو خمس مصاطب الواحدة فوق الأخرى لتكون أول هرم مدرج حجرى فى تاريخ البلاد، ولكن لم يستطع خلفاؤه إتمام أهرامهم ربما بسبب قصر مدة حكمهم.
ولا نعرف الكثير عن الملك حونى أول ملوك الأسرة الرابعة، فى حين كان ثانى ملوكها سنفرو (2613-2589 ق.م) على قدر من القوة والتقدم، حيث قام وحده ببناء ثلاثة أهرامات، أولها فى مدينة ميدوم الذى بدأ هرما مدرجا ثم انتهى هرم كاملا، أما الثانى فبناه فى دهشور ويعرف باسم الهرم المنحنى أو الهرم المنكسر وكانت أول محاولة لبناء هرم كامل إلا أن بناءه لم يكتمل كما أراد، فى حين أن الهرم الثالث والمعروف بالهرم الأحمر بدهشور كان أول هرم كامل فى مصر والذى فتح الطريق لبناء الأهرام الكاملة.
وقد تحقق ذلك فى عهد خليفته الملك خوفو (حوالى 2589 - 2566 ق.م) والذى بنى أكبر هرم ومجموعة هرمية، كان الهرم الأكبر الذى بلغ ارتفاعه الأصلى 146.5 مترًا أطول مبنى فى العالم منذ 3800 عام، ولم يكمل ابن خوفو وخليفته، جدف رع (حوالى 2566 - 2558 ق.م) هرمه فى أبو رواش، وخلفه خفرع (حوالى 2555 - 2532 ق.م.) الذى نحت فى عهده تمثال أبو الهول العظيم كما بنى هرماً يقارب حجم هرم والده، أما المعبدان المرتبطان بالهرم فكانا أكبر وأكثر تفصيلاً عن معابد سابقيه.
ويعتبر هرم منكاورع (2532 - 2503 ق.م ) ابن الملك خفرع مثالاً لبداية هبوط السلطة الملكية.
ونما هذا الاتجاه بشكل أكثر وضوحًا خلال الأسرة الخامسة (حوالى 2449 - 2487 ق.م) والسادسة (حوالى 2345 - 1821 ق.م)، فقد أمر آخر ملوك الأسرة الخامسة أوناس بعمل نقوش داخل هرمه فى سقارة والمعروفة بنصوص الأهرام، وهى مقدمة لسلسلة شهيرة من النصوص تعرف بكتاب الموتى. وكان الغرض من هذه النصوص هو مساعدة الملك فى الوصول بنجاح إلى العالم الآخر والتحول إلى معبود.
بداية من الأسرة السادسة أصبح من الواضح أن سلطة الملك قد تدهورت، بالإضافة إلى عوامل أخرى، وبحلول نهاية العهد الطويل لملكها الأخير بيبى الثانى (حوالى 278-2184 ق.م) ، لم تعد مصر تحت سيطرة الحكومة المركزية.