بدأ الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد مسيرته الإبداعية بكتابة القصة القصيرة والمسرحية فى بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة الدرامية والسينمائية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات.
نشر له الشاعر صلاح عبد الصبور، مجموعته القصصية الأولى "القمر يقتل عاشقه" في عام 1971، في سلسلة "كتابات جديدة " التي قدمت يحيى الطاهر عبد الله وأقرانه.
وبعد أن تم إصدار المجموعة ذهب الكاتب الكبير وحيد حامد وقتها إلى الكاتب الكبير يوسف إدريس الذى يعتبره هو والأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبد الرحمن الشرقاوى، أساتذته الذين رأوا فيه الموهبة وفكره إلا أن الكاتب يوسف إدريس، نصحه بالكتابة في مجال الدراما، وهو ما فعله ونجح فيه.
وبحسب كتاب "التيارات المعاصرة في القصة القصيرة في مصر" للدكتور أحمد الزغبى، فإن وحيد حامد فى قصته (القمر يقتل عاشقه) يطرح مأساة الإنسان المسحوق اجتماعيا، والمعدم ماديا، الذي أودى بحياته في نهاية المطاف، فبطل القصة لا يجد له مكانا في هذا العالم وكانه دخيل عليه، ويمتاز طابع القصص بالرمزى، فالأحداث التى يستحضرها الكاتب مهما كانت أسطوريتها إلا أنه يرمز من خلالها إلى قضايا مختلفة من حياتنا.
وقصة "مرحبا أيها الموتى" من القصص الرمزية التي اتخذت اللامعقول أسلوبا في بنائها الفني وفى أحداثها وأجوائها، وهى قصة بلد بعث بها الموتى بأعداد هائلة وزحموا الأحياء، فلم تستطيع البلد استيعاب الأحباء الجدد الموتى ويعجز العلم والسياسة والدين عن تفسير هذها الظاهرة.
والكاتب يحاول تجسيد طموح الإنسان وهمومه التي بلغت في قصته حد اللامعقول، إذ يلجأ إلى الرمز حبنا وإلى المونولج الداخلى حبنا آخر، وكثيرا ما يلقى الضوء على الماضى السحيق الذى ساهم في مأساته، وهكذا كانت العناصر الفنية في القصص قد شكلت نصوصا تعبيرية تجاوزت المعقول في أحداثها.