تمر اليوم الذكرى الـ499، على قرار البابا ليون العاشر، بالحرمان الكنسى في حق مارتن لوثر، قس البروتستانتية الشهير، وطرده من الكنيسة الكاثوليكية باعتباره مهرطقًا، وذلك على خلفية قيامه بإضرام النار فى المرسوم البابوى، بعدما طالبه بالتراجع عن 41 جملة مأخوذة من كتاباته، ووصفته الكنيسة حينها بأنه المهرطق الأكبر، والخارج عن القوانين الكنسية الرسمية، بينما كان صاحب أفكار إصلاحية ورؤى جديدة حول الكنيسة والمسيح.
وغير "مارتن لوثر" فى الكثير من المبادئ الكنسية المتعارف عليها فى الكنائس التقليدية "الأرثوذكسية والكاثوليكية" والتى تعتمد بالأكثر على تسليم الآباء الرسل، ويقع الحرمان الكنسى - حسب الكنيسة الكاثوليكية - على خطايا ذات جانب كبير من الخطورة، وهو أشدّ عقوبة كنسيّة تُنزل بالخاطئ وتحرّم عليه قبول "الأسرار الكنسية"، وممارسة بعض الأعمال الكنسيّة.
وبحسب "الموسوعة الكاثوليكية" الحرمان الكنسي، عقوبة تنزلها الكنيسة بحق البعض من أبنائها "بهدف الحض على التوبة"، وينتهى الحرم بإعلان التوبة.
والحرمان الكنسى نص عليه الكتاب المقدس، ويفضى إلى قطع الشركة بين الشخص والكنيسة، وبالتالى الشراكة فى الإيمان مع سائر المسيحيين.
ويقسم الحرمان إلى نوعين، الحرمان الصغير، وبموجبه يمنع المرء من التقدم لنيل أحد الأسرار السبعة المقدسة، لكن تقام عليه أشباه الأسرار بما فيها صلاة الجنازة.
أما الحرمان الكبير، فيمنع بموجبه المرء من أى عمل كنسى أو روحانى، حتى إشهار التوبة، ويكون شخصيًا، ويضعه البابا أو مجمع مسكونى، غير أنه قد يكون عاما أيضا، فمثلاً حكمت الكنيسة الكاثوليكية على أتباع الأحزاب الشيوعية الذين أنكروا الله وحاربوا الدين بالحرمان الكبير.