تدق الأجراس، مساء اليوم، بكنيسة قصر الدوبارة، وسط القاهرة، احتفالا بعيد الميلاد المجيد مساء اليوم الثلاثاء، وفق إجراءات احترازية مشددة، أبرزها منع الحضور الشعبى كعادة كل عام بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر تستمد اسمها من اعتمادها الأساسى والوحيد على الإنجيل، كلمة الله المقدسة، ومن نظامها الذى يعتمد على مجلس الشيوخ فى إدارة شئونها، وتعود الجذور التاريخية لوجود هذه الكنيسة إلى فجر المسيحية، حيث أطلق الرسل الأوائل لفظة "إنجيلى" فالبشير متى، يُطلق عليه لقب "متى الإنجيلى"، والبشير يوحنا يُطلق عليه يوحنا الإنجيلى.. إلخ، فالإنجيليون هم الذين بُشروا بالإنجيل "المسيح"، وقبلوه وتمتعوا بخلاصه، وعاشوا حياتهم وفقاً لمبادئه، وهكذا أيضاً بعدما بُشروا بالإنجيل وتمتعوا به ذهبوا يخبرون العالم عن هذا الإنجيل، وبعدما انتشرت رسالة الإنجيل بواسطة الإنجيليون إلى أرجاء العالم المختلفة، تعددت وتنوعت المسميات التى أُطلقت على هؤلاء الإنجيليين.
وبحسب دراسة بعنوان "تاريخ الكنيسة الإنجلية فى مصر" فإن تأسيس الكنيسة المشيخية بدأ فى مصر سنة 1854م، وذلك بمجيئ مجموعة من المرسلين من الكنيسة المصلحة (المشيخية) فى أمريكا، ولا يعنى هذا التاريخ أن العمل الإنجيلى لم يكن له وجود قبله، لكن الحقيقة أن محاولات عديدة - قبل هذا التاريخ بقرنين من الزمن - قد بُذلت من قِبل بعض المرسلين لكنها لم تنجح.
أيضاً، قبل هذا التاريخ 1854م كانت هناك جهود تُبذل من قِبل الكنيسة الإنجيلية الإنجليكانية (الأسقفية) لنشر الكتاب المقدس وتعليم الإيمان المسيحى للشباب بهدف إنهاض الكنيسة القبطية، وليس لتأسيس كنيسة أسقفية. كان هذا فى البداية، إلا أن الوضع قد تغير بعد ذلك عندما طلب عدد كبير من العاملين فى مدارس ومستشفيات الكنيسة، للانضمام إلى عضوية الكنيسة الأسقفية.
منذ سنة 1854م بدأ المرسلون الأمريكيون إلى الوفود إلى مصر، حتى وصل عددهم فى سنة 1861م إلى أربعة عشر مرسلاً مع زوجاتهم، ويبدو أن هدفهم كان التبشير بين المسلمين... ولما كان هذا الأمر فى غاية الصعوبة، فقد تحولوا إلى الكنيسة القبطية لإيقاظها (بحسب تعبير الدكتور يوحنا هوج أحد المرسلين المشيخيين، الذى كانت له جهود جبارة فى توطيد دعائم البروتستانتيين فى مصر). فى ذلك الوقت، وكان تعداد المصريين أقل من خمسة ملايين، منهم نحو 300.000 قبطى، وبالطبع يسهل التأثير على الآلاف من الأقباط منه على الملايين الأغلبية المسلمة.
وفى درب الجنينة بالموسكى، عقدت أول خدمة فى نهاية سنة 1854م، كانت الخدمة باللغة الإنجليزية بقيادة القس بارنيت، وبعد نحو شهر فى يناير 1855م، كانت الخدمة باللغة العربية وكان الحضور نحو 20 شخصاً، بعضهم جاء بدافع حب الاستطلاع.
وجاء عام 1860م ليشهد تأسيس أول كنيسة إنجيلية فى مقر الإرسالية بدرب الجنينة بالموسكي، وفى سنة 1876م انتقلت الكنيسة فى مبنى جديد بالأزبكية، بعدها تم بناء كنائس إنجيلية فى عابدين والمعادى والقللى والفجالة وشبرا مصر والملك الصالح ومصر الجديدة ومنشية الصدر والعباسية وحلوان.