"دمعة وابتسامة" لشاعر المهجر الكبير جبران خليل جبران، واحدة من المجموعات التى كانت بداية لفن كتابة القصة فى العالم التى مزجت بينها وبين النثر، والمجموعة عبارة عن قصص قصيرة رمزية، إضافة لبعض القصائد النثرية، كتبها جبران لجريدة "المهاجر" ما بين 1903 و1908، وجمعت ونشرت لأول مرة في كتاب واحد عام 1914، بأسلوبه السهل، ولغته المتحررة، والإيقاع الموسيقى الذي لا يغيب عن نص من نصوصه، يبحث جبران في مواضيع المجتمع، والطبيعة، والحبّ والوجود.
ويتناول الكاتب مواضيع عامة هى مزيجٌ من المحبة، وخلجات النفس، وآلام وآمال الإنسانية، ومعاداة الحروب، وتقديس مشاعرالحب، كما أنه كتب عن الرثاء لحال الفقير، وذم الغنى الذي لا يُنفق، وتغنى بالطبيعة ومظاهرها، تميزت موضوعاته بالتنوع و الثراء الفني، فمنها ما يعبر عن تأملات جبران في الحياة و الوجود وتصوراته لمكنون النفس البشرية في شتى أهوائها ونزعاتها ، كما تحمل الموضوعات نظراته الفلسفية وما يدور في خلجات نفسه.
وكتابات جبران تتميز بما فيها من لغة سهلة ولكنها تحتوي على تراكيب وصور فنية قوية توضع في موضعها، كما أن النص لا يخلو من المشاعر والأحساسيس النبيلة التي تخرج النص من صفته الجامدة إلى حياة يشعر بها القارئ أثناء مطالعته للكتاب.
دمعة وابتسامة كانت أول نغمة من نوعها في العام العربى، فقد خالفت بما فيها من التراكيب ودقة البيان كل ما جاء قبلها من الكتابات، لأنها أتت كتوطئة لحركة عربية جديدة يشعر بها ويتأثر لها الطالب في مدرسته والمتأدب في مكتبته والصحافي وإدارته.