نقرأ معا كتاب "الطريق إلى التطرف.. اتحاد العقول وانقسامها" لـ كاس ر.سينشتاين، ترجمة سميحة نصر دويدار، والصادر عن المركز القومى للترجمة، والذى يناقش فكرة الاستقطاب وتوظيف العقول من اجل مصلحة ما.
ويقول الكتاب ما الذى يفسر ظهور الفاشية فى ثلاثينيات القرن العشرين؟ ونشوء النزعة الراديكالية للحركة الطلابية فى ستينيات القرن العشرين؟ وتنامى الإرهاب الإسلامى فى تسعينيات القرن العشرين؟ والإبادة الجماعية فى رواندا سنة 1944؟ والصراع الإثنى فة يوغسلافيا السابقة وفى العراق؟ وأعمال التعذيب والإذلال التى مارسها الجنود الأمريكيون فى سجن أبو غريب؟
وأوضح المؤلف فى هذا الكتاب بلغة سهلة وبسيطة كيف يظهر التطرف والاستقطاب بين الأفراد فى حياتهم الاجتماعية، ليس فقط فى التنظيمات الدينية، وإنما فى كل التجمعات بدءا من مجالس الإدارة حتى المجالس النيابية، حيث تعمل المناقشات والمداولات العلنية على دفع العقول إما إلى الاتحاد أو الانقسام فى ميول تطرفية ظاهرة.
ويكشف الكتاب عبر تحليله للتطرف كيف يكون الأفراد اتجاهاتهم ومعتقداتهم،ـ وكيف يغيرونها، والظروف التى تتغير فى ضوئها، وقد بدأ الكتاب فى فصله الأول بشرح مفهوم الاستقطاب وكيفية حدوثه، ثم انتقل فى الفصل الثانى إلى شرح مفهوم التطرف والأسباب الكامنة خلفه والظروف التى يظهر فيها، وانتهى إلى تحليل الطرق التى يمكن من خلالها الحماية من التطرف مؤكدا فى الفصل الأخير أهمية التنوع والتعدد لحياة الأفراد والشعوب.