تمر غدًا ذكرى رحيل الروائى الكبير إبراهيم أصلان، إذ رحل عن عالمنا فى 7 يناير من عام 2012، عن عمر ناهز 77 عاما، تاركا إرثا أدبيا كبيرًا، وفى هذه المناسبة تذكر الناقد الكبير شعبان يوسف محادثته مع الراحل إبراهيم أصلان، عبر صفتحه الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى.
وقال الناقد الكبير شعبان يوسف على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى : حبيبى الغالى إبراهيم أصلان: بكره هتمر 9 سنوات على غيابك، وتصدق أو ماتصدقشى يا عم إبراهيم، أنا مش عارف أتعامل على إنك غايب، وحكاية الرحيل ده مش داخلة دماغى خالص، ولسه باتونس بيك، وأول ما تحصل أى حاجة لافتة، أجرى عشان أكلمك فى التليفون، ونقعد نضحك ونضحك ونضحك بالصوت العالى على كل خلق الله بما فيهم أحنا، ولما تفلت كلمة من هنا ولا من هناك، تستدرك وتقولى: "معلش القافية بتحكم يا شعب"، لأننا بعد ما عملنا كل الناس كائنات كرتونية وفضائية وكاراكتورية بامتياز، بداية من أتخن مسئول، لحد أصغر حد فى الحياة، نروح ننكت على نفسنا، وطبعا لسه فاكر كل المكالمات وتفاصيلها والأسرار الشخصية اللى كانت بينا، وكل شويه نحلف بعض ع المصحف إن الأسرار ماتطلعش بره، وبعدين تضحك وتقولى: "ما تطلع، عادى، مش هى حصلت، ثم أنا عارف إنك مش هتقدر تسكت عليها، وأنا مسامحك مقدما".
وتابع الناقد شعبان يوسف قائلا: لكنك خلفت رأيك ووجهت لى بعض اللوم لما كتبتُ فى أخبار الأدب (مقال) فى 2005 بمناسبة عيد ميلادك السبعين، كان عنوانه (دردشات ليليلة مع إبراهيم أصلان)، وقلت لى: "ياراجل الناس كده يزعلوا مننا، ويقولوا إن أحنا بنقطع فى فروتهم"، وبعدين قلت لى: "مايقولوا، طظ"، كبر دماغك، لكن من ساعتها ياعم إبراهيم وأنا باحاول أمسك لسانى، وسايب الكلام فى بير غويط، غوييببببط، حتى اليوميات اللى كنت باكتبها وأدون فيها بعض ما يجرى بيننا، كنت أمزقها أولا بأول، حتى لا تبقى بعد رحيلى وتيجى فى إيد غيرى، ويكون مصيرها النشر، ساعتها كل حاجة هتبان، ومفيش داعى لكل ده، وربك حليم ستار.
كان لازم أفتكر دلوقتى آخر مكالمة بيننا قبيل الغياب بساعات، افتكرت المكالمة ده لما هشام أصلان كتب من شوية على صفحته عنك، وانهرت فى بكاء غريب، مش عارف ليه، رغم السنوات التمانية اللى مرٌوا، مش قادر يا أخى أتواطأ مع الحدث، ولا أصدقه، ولا أستوعبه، ولسه فاكرك، وأنت بتقولى فى آخر المكالمة: منتظرك ياشعب، أوعى ماتجيش، عشان أنت بتوعد ومابتجيش، مستنيك مستنيك ياحبيبى، بسلامة الله، بسلامة الله.." مش قادر أكمل ياعم إبراهيم ، البكاء أقوى من الكلمات.. أقوى من الكلمات..
وأشار الناقد شعبان يوسف، إلى أن كان قد تم الإعداد احتفالا بهذه المناسبة فى ورشة الزيتون، ولكن ظروف الكورونا حالت دون ذلك، وقال : نأمل أن تزول هذه الغمامة حتى تعود الحياة لطبيعتها، بصراحة الناس مغمومة ياعم إبراهيم، وبنحاول كلنا نخرج من هذا الغم بطرق مختلفة، حتى لو كانت هذه الطرق خناقات وخلافات وتقطيع هدوم، عمتَ صباحا، وكل سنة وأنت صديقى الأبدى".