فى مشهد غير معتاد على الولايات المتحدة الأمريكية، خرج أمس آلاف المتظاهرين فى الشوارع والميادين الأمريكية، رافضين نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، ورفض تولى الرئيس الأمريكى الجديد المنتخب جو بايدن تولى مهام الحكم فى العشرين من الشهر الحالى، وسط تأييد ومطالب بإعادة الانتخابات واتهامات بالتزوير من جانب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
لكن مع الأحداث التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة، هل عرفت أمريكا من قبل أزمات تتعلق بالانتخابات الرئاسية؟
نعم، عرفت أميركا مشكلات إجرائية على مدار تاريخها فيما يتعلق بالانتخابات، حيث منع البعض من الوصول إلى صناديق الاقتراع، والتشكيك فى شرعية النتائج، وطرح الطعون القانونية، وإجبار الناخبين على الوقوف فى طوابير طويلة، ومن أبزر الأزمات:
انتخابات 1860 "انتخابات الدم"
كانت الانتخابات الأمريكية فى العام 1860 سبباً لشلال من الدماء استمر 5 سنوات، بعد أن شكل انتخاب الرئيس الأمريكي، أبراهام لينكولن، سبباً مباشراً لاندلاع الحرب الأهلية الأمريكية.
فقد خشى الجنوبيون أن يصدر لينكولن قراراً يلغى العبودية، لتعلن 6 ولايات جنوبية؛ هى كارولينا الجنوبية، ومسيسيبي، وفلوريدا، وألباما، وجورجيا ولويزيانا، الانسحاب من الاتحاد الأمريكي، وشكلت فيما بينها دولة جنوبية، لكن لينكولن قضى عليها، وأعادهم للاتحاد، كما تم فى عهده إنهاء العبودية.
أزمة بوش وآل جور
لكن لم يسبب أى منها أزمة بالمعنى الحقيقى إلا فى انتخابات 2000، عندما حسمت المحكمة الدستورية العليا نتيجة انتخابات ولاية فلوريدا، وأعادت فرز الأصوات، مما أدى إلى فوز المرشح الجمهورى جورج بوش بالرئاسة.
فى عام 2000، فاز المرشح الديمقراطى آل جور بالتصويت الشعبي، لكنه خسر الانتخابات أمام جورج دبليو بوش، وفى واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للجدل فى التاريخ الحديث، أوقفت المحكمة العليا الأمريكية إعادة فرز الأصوات فى فلوريدا، ومنحت بوش 25 صوتًا انتخابيًا للولاية، ما منحه إجمالى 271 صوتًا مقابل 255 لآل جور.
وأصدرت المحكمة العليا التى تدخلت لأول مرة فى انتخابات رئاسية، قرارًا تاريخيًا جاء فيه أنه لم يعد هناك وقت لإجراء تعداد يدوى جديد فى فلوريدا، بسبب المهلة المحددة لتقوم الولايات بتسوية نزاعات محتملة وتعيين كبار الناخبين.