لعله أكثر أبناء أسرة محمد على باشا إثارة للجدل، الحاكم الذى أشارت إليه جميع الأصابع واتهمته بالتسبب فى الاحتلال البريطانى لمصر، الخديوى الضعيف والفاسد الذى كان سببا فى بداية التدخل الأجنبى فى شئون البلاد، رغم القوة التى كانت عليه فى عهد جده الباشا والطفرة التى حدثت فى عهد أبيه الخديوى، أنه الخديوى توفيق.
وتمر اليوم الذكرى الـ129 على رحيل الخديوى توفيق، إذ رحل فى 7 يناير عام 1892، عن عمر ناهز 39 عاما، وهو، سادس حكام مصر من الأسرة العلوية، وهو خديوى مصر والسودان خلال الأعوام 1879-1892م.
شهد عهده الثورة العرابية، ثم الاحتلال البريطاني الذي حظي بتأييده، وفي عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم المصري للسودان تشارلز جورج جوردون وفقدت مصر حكم السودان، تم بيع حصة مصر من قناة السويس والتى كانت تقدر بـ15% للإنجليز خلال فترة حكمه، لكن هل ذكر التاريخ له حسنات هل يوجد ما قد يشفع لهذا الرجل أمام التاريخ؟
الحقيقة أن فترة حكم توفيق التى استمرت لنحو 13 عاما شهدت بعض من الحسنات التى تنسب لرجل، منها:
- تنظيم مخصصات الأسرة الخديوية، فألغى مخصصات والدته وحرمه، واكتفى بمبلغ 100 ألف جنيه لمخصصاته السنوية، وأول من تنازل من أفراد الأسرة المالكة عن أطيانه، لدفع الدين المطلوب من الحكومة.
- كان مهتمًا بنشر التعليم منذ أن كان وليًا للعهد، فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة، وأنشأ كثير من معاهد التعليم الابتدائية والثانوية والعالية، وافتتحت المدرسة العليا للمعلمين فى عهده، وأنشأ مدرسة مسائية للتعليم، والمجلس الأعلى للمعارف.
- أنشئ فى عهده مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ومجالس المديريات عام 1883.
- أصدر لائحة الموظفين المدنيين التى تضمن لهم حقوقهم فى المعاش، وأردفها بلائحتى المعاشات الملكية والعسكرية.
- ألغى السخرة، وأمر بإصلاح المساجد والأوقاف الخيرية.
- استدان مبلغ مليون جنيه لإصلاح القناطر الخيرية، وبدأ بحفر الرياح التوفيقى فى أوائل عام 1887، وانتهى العمل فيه عام 1888.
- أنشأ فى فترة توليه الحكم العديد من الشركات والبنوك الأجنبية، فمن البنوك بنك الأنجلو اجبسيان، وأنشأ بنك الخصم والقطع الإيطالى فى 1887، ومن الشركات الشركة المساهمة الأمريكية التى تكونت عام 1881 لتوصيل التليفون بين القاهرة والإسكندرية واتسع نشاطها بعد ذلك، وطدت أعمال شركات أجنبية فى مصر مثل شركة ترام القاهرة، وشركة النور، وشركة ترام الإسكندرية، وسكة حديد الدلتا، وشركة البواخر النيلية.