منذ فجر التاريخ اتفق البشر على أن الوقت يسير بنفس الطريقة، 365 يوما للسنة، تتوزع على 12 شهرا، كل شهر فيه أربعة أسابيع، والأسبوع يتكون من سبعة أيام؛ الجمعة، السبت، الاحد، الاثنين، الثلاثاء، الاربعاء، والخميس، لكن من أين جاءت تسمية أيام الأسبوع بهذه الأسماء، وكيف توصل سكان العالم إليها مع العلم أن السنوات والأشهر تم تقسيمها بناءً على تقلبات الأرض والشمس والقمر، ولا يوجد سببًا واضحًا بتقسيم الأسبوع إلى 7 أيام.
المؤرخون أجمعوا على أن البابليين هم أول من قاموا بتقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام، لاعتقادهم أنه يماثل أطوار القمر التى تستمر سبعة أيام، وقد يكون مماثلا لعدد الأجرام السماوية التى عرفت آنذاك وهي؛ الشمس، القمر، عطارد، زهرة، المشتري، المريخ وزحل.
وبحسب كتاب "الانواء والازمنة ومعرفة أعيان الكواكب في النجوم" تأليف عبد الله بن حسين بن عاصم الثقفي، وأطلق البابليون على كل يوم اسم من أسماء الكواكب المعروفة لديهم وعددها سبعة، فكان زحل يطلق عليه السبت، والشمس يطلق عليه الأحد، والقمر يطلق عليه الاثنين، والمريخ الثلاثاء، وعطارد الأربعاء، والمشترى الخميس، والزهرة يطلق عليه الجمعة، وحتى اليوم يعد هذا التقسيم البابلى هو الدارج والمتبع فى جميع دول العالم حتى يومنا هذا، لكن الاختلاف الوحيد بين البشر بالنسبة للوقت هو فى ترتيب هذه الأيام، التى اختلفت بين حضارةٍ وأخرى بناءً على أيام معينة يتم تقديسها.
الجدير بالذكر، أن أيام الأسبوع عند العرب القدماء، كانت تبدأ بيوم الأحد، وهنا سنعرض عليكم أسماء أيام الأسبوع السبعة عن العرب القدماء، وسبب تسميتها فى ذلك الوقت.
يوم الأحد: الأول
كان يوم الأحد عند أجدادنا من العرب القدماء يُسمى "الأول"، وذلك لأنه يفتتح أيام الأسبوع، ويُعد أول هذه الأيام، ومنه يبدأ العد فى هذه الأيام حتى آخرها.
يوم الاثنين: الأهون أو الأوهد
أما يوم الاثنين، وهو ثانى أيام الأسبوع، فقد كان العرب يطلقون عليه اسم "الأهون" أو "الأهود"، وذلك للدلالة على سهولة مرور هذا اليوم، ولأنه كان يُعتبر خفيفاً وسهلاً بالنسبة إلى باقى الأيام.
يوم الثلاثاء: الجُبار
يوم الثلاثاء، والذى يأتى فى منتصف أيام الأسبوع، كان يدعونه العرب بـ"الجُبار"، وعن سبب تسميته بهذا الاسم، قيل لأنه "جُبر فيه باقى أيام الأسبوع"، وذلك لانتصافه ترتيب الأيام، فكان كأنه حلقة الوصل بين بداية ونهاية أيام الأسبوع.
يوم الأربعاء: الدُبار
ويوم الأربعاء، أو رابع أيام الأسبوع عند أجدادنا من العرب القدماء، فهو يوم "الدُبار"، وقد تم تسميته بذلك لأنه جاء بعد اليوم الذى تم من خلاله "جَبر" أيام الأسبوع، وقال العرب القدامى أنه "دَبُرَ ما جُبِرَ به العدد"، أى جاء بعده وتبعه، وكلمة "دبر" معناها ما تلا أو تبع أمر ما.
الخميس: المؤنس
ولأن اللغة العربية لم تكن مجرد طريقة للتواصل، كحال الكثير من اللغات الأخرى، وبأنها لغة شعر وأدب ومعنى عميق، أطلق العرب على يوم الخميس، أو خامس أيام الأسبوع اسم "المؤنس"، تعبيراً منهم بأنه اليوم الذى يأتى قبل نهاية الأسبوع، ووهو اليوم الذى يميل فيه الناس إلى الإستمتاع ببعض الملذات والفرح، فهو اليوم الذى "يؤنس" فيه الناس من تعب أيام العمل السابقة.
يوم الجمعة: عروبة
أما سادس أيام الأسبوع عند العرب، واليوم قبل الأخير، فقد كان يوم الجمعة، الذى أطلقوا عليه فى ذلك الوقت اسم "العروبة"، وهو مُشتق من كلمة "الإعراب" بمعنى "الإفصاح"، ويرى عدد من المؤرخين، أنه كان قد تم اشتقاق اسمه من كلمة "العرب"، وذلك تمجيداً واحتراماً لهذا اليوم، الذى لطالما كان يوماً له أهمية وقدسية كبيرة عند العرب.
يوم السبت: شِيار
أما آخر أيام الأسبوع وسابعها، فهو يوم السبت، الذى كانوا يطلقون عليه اسم "شِيار"، أى بمعنى الشيء الذى تم أخذه من مكانه، وإظهاره فى مكان آخر.