اكتشف علماء الآثار من معهد أنيانج للآثار، خلال أعمال التنقيب في مدينة أنيانج، وهي مدينة تقع في وسط الصين، مقبرة عمرها قرون يعود تاريخها إلى عصر سلالة سوى، التي كانت تسيطر على البلاد من 581 م إلى 618 م، مجموعة رائعة من الفخار والأوانى الحجرية، بما في ذلك العديد من التماثيل الخزفية التي تتميز بعناصر من الأعمال اليدوية فائقة الدقة.
فى الآونة الأخيرة، أعلن علماء الآثار فى معهد أنيانج عن اكتشافين داخل المقبرة قد يغيران النظريات الموجودة حول الثقافة الصينية القديمة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقعancient-origins.، وذلك بعدما تم اكتشاف قاعدة تابوت من الرخام الأبيض داخل المقبرة، ويبدو أن هنا كانت المفاجأة التي وصفها الباحثون بأنها ستغير النظرة إلى الثقافة الصينية القديمة، فماذا وجدوا في القبر الذى يعود إلى القرن السادس؟
في المقبرة، وجد الباحثون تابوت من الرخام الأبيض محفوظ جيدًا، ومن المثير للاهتمام، أنه تم نحتها بأنماط وصور مدهشة يبدو أنها تدمج العناصر والزخارف البوذية مع التقاليد الزرادشتية، وهى التقاليد الدينية التي كان سائدة في بلاد فارس (إيران حاليا) في وقت بناء المقبرة.
ومن المعروف أن الرحالة الفارسيين كانوا يشكلون مجتمعات دائمة في الصين منذ القرن السادس، وتشير خصائص المنحوتات على التابوت إلى أنهم كانوا يؤثرون على الممارسات الثقافية الصينية ببعض الطرق البارزة.
إلى جانب الأفكار التي يمكن أن يقدمها عن التأثير الزرادشتي في المجتمع الصيني القديم، يحتوي التابوت على معلومات مهمة أخرى من المقرر أن يتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة، وذلك وفقًا لجياو بينغ، مدير قسم التنقيب في معهد الآثار الثقافية والآثار، الذى أكد بدوره أن التابوت الرخامي سيكون موردًا لا يقدر بثمن للخبراء الذين يدرسون تقنيات النحت التي كانت مستخدمة خلال عصر أسرة سوى، بينما سيركز علماء الآثار والمؤرخون الآخرون على دراسة الهيكل المادي للسرير الرخامي، لمعرفة المزيد حول كيفية تصميم وبناء توابيت النخبة في العصور القديمة.